الأقباط متحدون - استثمار الوقت.. عندما يصبح التنظيم هو معيار النجاح الأول
  • ٠٤:١٤
  • الثلاثاء , ٢ مارس ٢٠٢١
English version
أخر الأخبار:
| هيئة الدواء تعلن إدراج 14 نوعا جديدا من العقاقير ضمن جداول المخدرات | شقيق عماد نتع يطالب بمحاكمة عاجلة لقاتل شقيقة | وزير الاتصالات: مليار جنيه لتحسين خدمات الإنترنت | كامل الوزير: خطة لجعل مصر مركزا لتجارة الترانزيت وخدمات السفن على مستوى العالم | وزير الكهرباء : 106 مليارات جنيه لتطوير الشبكات خلال 7 سنوات | النواب يشيدون بقرار السيسي بشأن تأجيل تطبيق تعديلات قانون الشهر العقاري | وزيرة التضامن: تجديد المراكب المتهالكة للصيادين ضمن برنامج التمكين الاقتصادى | عاجل | وزير التعليم العالي يحيل واقعة "بن شرقي" بامتحان حقوق سوهاج للتحقيق | جيش بورما يقتل المحتجين بالرصاص الحي | حوافز مالية وتأمينية لضبط النمو السكاني.. الحكومة تكشف ملامح استراتيجية تنمية الأسرة | «الصيدليات» تحذر من دواء شهير لعلاج القولون: يجب إعدامه فوراً | السيسي يوجه بتطوير مصانع الانتاج الحربي وتعزيز التعاون مع الخبرات العالمية لتوطين التكنولوجيا | فيديو .. هدية من الصين.. وصول 50 ألف جرعة من لقاح كورونا للعراق

استثمار الوقت.. عندما يصبح التنظيم هو معيار النجاح الأول

منوعات | قل ودل

٣٨: ١٢ م +00:00 UTC

الثلاثاء ٢ مارس ٢٠٢١

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

يحلم الكثيرون بالتوصل إلى كيفية تنظيم أوقاتهم بالشكل الأمثل، فبالرغم من وجود 24 ساعة في اليوم الواحد ربما تكون كافية لإتمام الكثير من المهام، إلا أن البعض يفشل في استغلالها بكفاءة، لذا نوضح كيفية استثمار الوقت بذكاء وكم الفوائد التي ستعود علينا في تلك الحالة.
تعريف استثمار الوقت

ليس هناك تعريف واحد محدد لعملية استثمار الوقت، إلا أنه يبقى الاستغلال الأمثل لساعات اليوم بكفاءة وذكاء، ما يدعو إلى إتمام المهام الشخصية والعملية بانسيابية ودون إحساس بالقلق أو التوتر.

يعتبر تعلم استثمار الوقت مطلوبا في أماكن العمل، من أجل رفع كفاءة العاملين جميعا باختلاف مناصبهم، إلا أنه يعد من المهارات التي يجب أن يدرك أهدافها وخصائصها جميع البشر، سواء كانوا في مرحلة الدراسة أو حتى بعد التقاعد.
فوائد استثمار الوقت

تتعدد الفوائد التي يحظى بها المرء عند تعلم كيفية استثمار الوقت بالشكل المناسب، إلا أن الفائدة الأولى تبقى هي زيادة إنتاجيته، فسواء تمثلت تلك الإنتاجية فيما يقوم به في العمل من مهام، أو فيما يقدمه في المنزل من دعم للطرف الآخر أو مساندة للأبناء، فإن إدارة واستغلال الوقت بذكاء هو ما يضمن تحقيق تلك النتائج المرغوبة.

كذلك يؤدي استثمار الوقت بأفضل صورة، إلى إتاحة الفرصة للاستمتاع بالوقت، على عكس ما يحدث عند تزاحم المهام دون تنظيم، وهو أمر شديد الروعة نظرا لأنه سيعطي الفرصة من ناحية إلى الابتكار في العمل وبالتالي التطور فيه بشكل مستمر، فيما يحسن من الحالة النفسية ويقلل من المشاعر السلبية.

تقودنا النقطة السابقة إلى أهمية استثمار الوقت فيما يخص تعزيز الصحة النفسية للفرد، فبينما تتسبب الفوضى والانشغال الدائم بالمهام المتراكمة، في سوء الحالة النفسية في ظل المعاناة من التوتر والقلق الدائمين، فإن تنظيم الوقت الذي يعطي الفرصة لأداء المهام بانسيابية يقلل كثيرا من تلك المخاطر، بل على العكس من ذلك يساهم في زيادة الإحساس بالسعادة على خلفية الشعور بالإنجاز بعد إتمام المهام بنجاح.
استثمار الوقت في الإسلام

ليست النظريات العلمية ونصائح الخبراء هي ما تدعو وحدها إلى ضرورة استغلال الوقت، بل دعت الأديان السماوية بشكل عام، والدين الإسلامي بشكل خاص إلى استثمار الوقت والاستفادة منه بأفضل الطرق منذ قرون طويلة مضت.

يحث دين الإسلام عباده دائما على شغل الأوقات الخالية بالطاعات وبالأعمال الإيجابية المفيدة، التي تساعد المرء على زيادة مشاعر الرضا والسلام النفسي من ناحية، فيما تقوم من الجانب الآخر بمنعه عن التشتت والانشغال بما لا يفيد من الأمور الدنيوية، وتحديدا إن كانت تلك الأمور من المعاصي والذنوب.

ليس هناك دليل أفضل على أهمية استثمار الوقت في الإسلام من حديث النبي محمد صلى الله وعليه وسلم، الذي قال فيه: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربعة: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه»، الأمر الذي يوضح أهمية استثمار الوقت من الناحية الدينية أيضا.
طرق استثمار الوقت

هناك الكثير من النصائح التي تكشف عن كيفية استثمار الوقت من أجل تحقيق النجاح، إلا أن أبرز تلك النصائح تتمثل في ضرورة معرفة الكيفية التي يضيع بها منك الوقت في البداية، حيث ينصح بمراقبة الساعة في يوم العمل مثلا، للوقوف على ما يشتت ذهنك أحيانا، أو ما يتسبب في إضاعة الوقت هباء، أملا في تجنب تلك الأمور السطحية فيما بعد وزيادة التركيز على الأولويات.

يتطلب النجاح إذن في إتمام الأولويات في الوقت المناسب، وضع ما يشبه ميقاتا رسميا لكل مهمة، قد يبدو الأمر مزعجا لكنه ممتع ومفيد في واقع الأمر، بدرجة دفعت بعض الشركات لتقسيم الموظفين لفرق من أجل تحفيز كل فريق على إتمام المهمة خلال وقت معين للفوز بمكافأة ما، لذا ينصح بتطبيق الأمر على نفسك عبر وضع مدة زمنية محددة وسواء كانت ساعة أو اثنتين لإنهاء المهمة القادمة، لتشعر بمتعة الإنجاز بعد الانتهاء في الموعد المناسب.

خطوة أخرى من خطوات استثمار الوقت بكفاءة لا يجب أن نتجاهلها، وتتمثل في بدء المهام بتلك المهمة الأكثر أهمية وربما الأكثر صعوبة، حيث يستفيد المرء حينها من أمرين، أولهما أنه سيستغل طاقته في بداية اليوم من أجل إنهاء أصعب الأعمال، والثاني أنه سيشعر بقية اليوم وأثناء إتمام المهام الأخرى بالهدوء النفسي وكذلك بالسعادة، كونه انتهى من المهام الثقيلة.

يعتبر تجنب الرغبة الدائمة في الكمال، من أساسيات استثمار الوقت والنجاح بشكل عام، فالملاحظة الدقيقة لكل الأمور من حولك والسعي إلى إتمام كل مهمة بشكل فائق الروعة، ليس هو الأسلوب الأفضل للتعايش بل ينصح بإتمام المهمة على أكمل وجه، والانتقال إلى ما يليها دون تفكير فيما سبق وأن قمت به، توفيرا للجهد، علما بأن تنظيم الوقت قبل البدء عبر كتابة الأعمال اليومية يوفر الكثير من الجهد والطاقة، لذا فهو من الأمور المطلوبة أيضا.

في الختام، يبدو استثمار الوقت واستغلاله بالشكل الأمثل من الأمور التي ينصح بها أهل العلم والدين، نظرا لأنه الوسيلة الأكثر ضمانا من أجل الانتقال إلى النجاح دون تشتت أو انشغال.