كريستيانو رونالدو.. يعشق تحطيم الأرقام القياسية ..يهتم بالثقافة ويكره المياه الغازية
هاني دانيال
٢٤:
١٢
م +00:00 UTC
الثلاثاء ١٥ يونيو ٢٠٢١
هانى دانيال
يظهر النجم البرتغالى كريستيانو رونالدو مع منتخب بلاده اليوم، فى رحلة الدفاع عن اللقب، حيث تلتقي البرتغال مع المجر على ملعب بوشكاش أرينا في العاصمة المجرية بودابست، في الجولة الأولى من منافسات المجموعة السادسة ببطولة يورو 2020، والتي تضم كل من فرنسا وألمانيا أيضا، ويصفها الخبراء بأنها مجموعة الموت.
رونالدو بمجرد أن تبدأ المباراة رسميا يعلن عن مشاركته الخامسة فى البطولة، حيث كانت البداية فى 2004، والتى استضافتها البرتغال، وظهر النجم البرتغالي لأول مرة وسط كوكبة من نجوم بلاده فى ذاك الوقت أشهرهم لويس فيجو، والذين وصفهم الخبراء بأنهم الجيل الذهبي للبرتغال، ولو كانت بلاده فازت باللقب لكانت حققت انجازا كبيرا يتوج باسم هذا الجيل، ولكنهم خسروا النهائي أمام اليونان فى واحدة من أكبر مفاجأت بطولة أمم أوروبا.
حينها ركزت عدسات المصورين والشاشات على دموع اللاعب الشاب الذى كان يطمح فى الفوز باللقب وإسعاد جماهيره، ولكن كان للمدرب الألمانى المخضرم أوتو ريهاجل المدير الفنى لليونان فى ذاك الوقت رأى آخر، كانت له تجارب ناجحة فى سويسرا وألمانيا، وسبق أن لعب معه نجوم مصر هانى رمزي، التوأم حسام وابراهيم حسن فى نيوشاتل السويسري عقب مونديال ايطاليا 1990، ثم عاد التوأم لمصر، بينما أكمل لالمسيرة هانى رمزى وانتقل مع مدربه إلى فيردر بريمن الألمانى، كايزر سلاوترن الألمانى أيضا.
نعود للنجم الشاب الذى انتقل وهو بسن الثامنة عشر من سبورتنج لشبونه إلى مانشستر يونايتد، وهناك قدمه للعالم السير أليكس فيرجسون المدير الفنى لمانسشتر يونايتد، وكان ظهوره على ملعب "أولد ترافورد" في الـ 16 من أغسطس 2003، حيث لم يشترك فيها رونالدو أساسيا منذ البداية، ولكن بمجرد مشاركته فى اللقاء لفت الأنظار إليه، وتمكن فيرجسون من الاعتماد شيئا فشيئا على رونالدو ليكون بديلا لمعشوق اليونايتد ديفيد بيكهام.
وقال فيرجسون عن رونالدو "نتذكر فترته معنا بكل فخر وامتنان، ففي ستة مواسم قضاها معنا -من 2003 وحتى 2009- سجل رونالدو 84 هدفا في 196مباراة، وفاز بلقب دوري أبطال أوروبا، وثلاثة ألقاب في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولقب في كأس الاتحاد الإنجليزي، ولقبين في بطولة كأس الرابطة الإنجليزية.
كشف فيرجسون في كتابه "السيرة الذاتية" إلى السبب الحقيقي في رحيل رونالدو بقوله "هذه الصفقة كانت هي الطريقة التي يستطيع من خلاها فلورنتينو بيريز رئيس "الملكي" أن يقول للعالم "نحن ريال مدريد، ونحن أكبر من الكثيرين" وبالفعل لبيريز ما أراد، وكانت صفقة رونالدو ذكية وتُحسب لهم، فهي بمثابة إعلان صريح من المسؤولين في "الملكي" عن نيتهم في ملاحقة أشهر لاعبي الكرة.
ويتصدر النجم البرتغالى كريستيانو رونالدو مع الفرنسي ميشيل بلاتيني صدارة ترتيب هدافي اليورو عبر التاريخ برصيد 9 أهدافٍ لكلٍ منهما، لكن بلاتيني سجل أهدافه فى بطولة واحدة عام 1984، أما رونالدو سجه أهدافه في أربعة بطولات "2004، 2008، 2012، 2016"، ولو سجل أى أهداف آخري فى هذه البطولة يصبح رسميا الهداف التاريخي للبطولة، وهو رقم قياسي جديد يسعي إليه ، كما يسعي إلى تصدر قائمة أفضل الهدافين في تاريخ كرة القدم على المستوى الدولي، حيث سجل حتى الآن 103 هدفا مع منتخب بلاده، في المركز الثاني، خلف الإيراني علي دائي صاحب الـ 109 أهداف.
مشاركة رونالدو فى البطولة رسميا ستجعله يغرد خارج السرب لسنوات قادمة، فهناك 17 لاعبا من جنسيات مختلفة شاركوا في بطولة أمم أوروبا 4 مرات لكن رونالدو هو اللاعب الوحيد في الوقت الحالي الذي يمكنه زيادة رصيده إلى 5 مشاركات وينفرد بالرقم وحده.
قال عنه مواطنه جوزيه مورينيو والمدير الفني لروما الإيطالي " الطموح والدوافع أشياء لا يمكن شراؤها لكنها تكون موجودة منذ المولد".
أضاف مورينيو " رونالدو أسطورة وأحد الأسماء الكبيرة التي بقيت إلى الأبد في تاريخ كرة القدم، لكن الرجل يحفز نفسه بالأرقام والأشياء الجديدة، أعتقد أن النقاد يحفزونه، أنه يشعر "إذا انتقدني الناس، فهذا بسبب هويتي، لقد فعلت ما فعلته"، لا يزال لديه هذا الدافع الإضافي"، مضيفا بقوله " بصفتك خصمًا، يجب أن تكون هادئًا ولا تقل كلمة خاطئة عنه – يقصد رونالدو - لأنها ستكون دائمًا دافعًا له، عقليًا هو قوي جدًا".
وبعيدا عن المستطيل الأخضر سبق وأن شاهدت تفاعل الجماهير معه فى بطولة دورى الأمم الأوروبية للمنتخبات 2019بالبرتغال، فهو معشوق الجماهير فى البرتغال، وتتغنى باسمه فى المدرجات وخارج الملعب، وحصل على وسام فانتي دوم هنريكي" بدرجة "الضابط الأعظم"، أحد أرفع الأوسمة في البلاد، حيث سبق ومنحه الرئيس البرتغالى الوسام لكونه رياضيا يحظى بشهرة عالمية وبات رمزا للبرتغال في مختلف أنحاء العالم، كما أنه أصبح نموذجا يحتذى به من قبل الأجيال الجديدة".
بعيدا عن الملعب، يطبق رونالدو برنامجا غذائيا صارما، تسمح له بأن يكون لديه عضلات قوية وكتل منخفضة الدهون، حيث يتناول الحبوب الكاملة والفواكه الطازجة والبروتينات الخالية من الدهن الموجودة في الأسماك الطازجة، ولا يحب الأسماك المجمدة، ولا يتناول المياه الغازية على الإطلاق، ويراها غير صحية، وهو ما يفسر لماذا استبعد زجاجات المياه الغازية لإحدى الشركات الراعية للبطولة من أمامه فى المؤتمر الصحفي الذي سبق مباراة البرتغال والمجر، بينما احتفظ بزجاجة المياه التابعة لنفس الشركة مخاطبا بقوله " اشربوا المياه".
وسبق أن كشفت صديقته "جورجينا" أنها والأولاد يستغلون غياب رونالدو في المباريات خارج المدينة من أجل تناول الأطعمة الممنوعة في المنزل ، وقالت "إذا كان مع الفريق أو مسافرا لخوض مباراة في مدينة أخرى، نقوم أنا والأولاد بتدليل أنفسنا ونطلب البيتزا على سبيل المثال، أو نملأ بطوننا بالفيشار"، فى إشارة إلى أن هذه الأمور ممنوع تواجدها بالمنزل إذا كان رونالدو موجودا.
يقول عنه زملائه أنه مثقف ويفاجئهم بالكثير من المعلومات العامة فى جلسات الغذاء أو العشاء، ويقفون مذهولين من اهتمامه بهذه المعلومات والثقافة الى يتمتع بها، وسرعة البديهة أيضا، كما أن له الكثير من المواقف الإنسانية الشهيرة، وآخرها كلماته عبر حسابه في "إنستجرام" مع صورة جمعته فى إحدى مبارايت البرتغال والدنمارك قال فيها: "أفكارنا وصلواتنا مع كريستيان إريكسن وعائلته، يقف عالم كرة القدم معا على أمل الحصول على أخبار جيدة. أنا أعول على عودتك قريبا إلى الملاعب، كريس! ابق قويا!"..
وفى دعم فلسطين سبق أيضا وأن تبرع بقميصه الذي شارك به في مباراة الكلاسيكو لمؤسسة ريال مدريد الخيرية، التي تكفلت ببيع القميص في مزاد علني، وذهب ريع القميص إلى دعم مدارس الأطفال الفلسطينية في قطاع غزة بفلسطين، في 2012، قرَّر رونالدو بالتنسيق مع موكله خورخي مينديز، أن يتكفل بتكاليف علاج طفل من معجبيه، يبلغ من العمر 9 أعوام، يعاني من مرض السرطان منذ السنة الثانية من عمره، كما قام ببيع جائزة الحذاء الذهبي الأوروبي، التي تحصَّل عليها في 2011، بمبلغ مليون ونصف المليون يورو، والذي ذهب ريعه إلى دعم مدارس الأطفال الفلسطينية في قطاع غزة بفلسطين، حتى أصبح فى 2013 سفيراً جديداً لمنظمة "أنقذوا الأطفال"، حيث سيعمل على "مكافحة الجوع والبدانة بين الأطفال والترويج لممارسة التمارين الرياضية وتناول الغذاء الصحي
الكلمات المتعلقة