الأقباط متحدون - ماجدة موريس تكتب:أسوان وسينما المرأة
  • ٠٨:٥٨
  • الاربعاء , ٣٠ يونيو ٢٠٢١
English version

ماجدة موريس تكتب:أسوان وسينما المرأة

مقالات مختارة | ماجدة موريس

١٩: ٠٦ م +00:00 UTC

الاربعاء ٣٠ يونيو ٢٠٢١

ماجدة موريس
ماجدة موريس

ماجدة موريس

 بالرغم من انك تري أفلام العالم كله في هذا المهرجان، إلا ان البلد الذي يقام فيه يقوم بدور البطولة،وهى أسوان الجميلة بكل ملامحها ونيلها وجبالها ومناطقها وآثارها، وقبل كل هذا ناسها، وفي الدورة الخامسة لمهرجان اسوان الدولي لأفلام المرأة «من 24- 29 يونيو» والتي اسميت «دورة النيل»، بدا واضحا ان أهل المدينة، خاصة شبابها، قد اصبح يضع المهرجان ضمن اهتماماته من خلال امور واضحة، اولها الاقبال الشديد علي الورش التعليمية للفن بكل فروعه والتي يقيمها المهرجان قبل موعده، والثاني هو الاقبال علي حضور منتدي «نوت»، احد أزرع المهرجان، والذي يناقش سنويا قضايا المرأة والمجتمع في اسوان والنوبة، والذي تعودنا نحن نقاد السينما بالتالي علي حضوره، والمشاركة في تتبع نقاشاته، خاصة حين تتطرق الي كيفية رؤية نساء الجنوب للنساء في السينما المصرية، وفي هذه الدورة، ادخلت ادارة المهرجان بعض ندوات ضيوف السينما الي المنتدي، مثل ندوة الفنانة الفرنسية الكبيرة «مارشا ميريل» التي كرمت كواحدة من اوائل الفنانات الممثلات المهتمات بقضايا المرأة في السينما الفرنسية والاوروبية من خلال بزوغ موهبتها مع جيل الموجة الجديدة للسينما الفرنسية، ولتصبح هذه الموجة وقتها من اهم موجات التجديد في السينما العالمية، ميريل وقفت تحكي لنساء اسوان ولضيوف المهرجان، قصة حياتها وهجرة عائلتها من اوكرانيا، الي افريقيا، ثم المغرب قبل ان تستقر في فرنسا وتصبح بعدها نجمة السينما الفرنسية الكبيرة، ولانها مثقفة، فقد استطاعت ان تربط الفن بالسياسة بالمتغيرات الاجتماعية في كلمات سهلة وجذابة، مع اسلوب حكي ممتع استطاع ان يدخل الجميع في حالة اهتمام بالفن، وذلك بعد مناقشة اسبق عن التحرش بالمرأة وكيف يمكن مواجهتها. مهرجان اسوان هو في الحقيقة نموذج لمحاولة فتح ابواب التعارف الاجتماعي والانساني بين مختلف البشر في بلدهم، مصر، وبين القادمين من خارجها كضيوف، ينفذه بمهارة كل من رئيس المهرجان السيناريست محمد عبد الخالق، ومديره الكاتب الصحفي حسن ابو العلا بمعاونة فريق عمل كبير مثل آندرو محسن المدير الفني، واميرة عاطف مدير التنظيم وفريق آخر هو مجلس الامناء برئاسة السفيرة ميرڤت التلاوي، وبرنامجه الذي يبدأ صباحا بندوات المنتدي الذي تديره الكاتبة «عزة كامل» ويستمر بعدها طوال اليوم من خلال برنامج رسمي يضم مسابقة للافلام الطويلة ضمت أثنا عشر فيلما طويلا مهما، اغلبها يستحق النقاش، وبينها فيلمان مصريان وثائقيان هما«احلام منسية» كتابة واخراج مروة الشرقاوي المخرجة الصاعدة الواعدة، والثاني «من والي مير» للمخرجة الرائعة ماجي مرجان التي رأينا لها من قبل اعمال جيدة منها فيلمها الطويل الاول «عشم »، والمسابقة الثانية الرسمية هي للفيلم القصير وتضمنت اربعة عشر فيلما جاءت من كل مكان في العالم، من بينها فيلمان مصريان ايضا هما هما «فراولة»للمخرجة منال سعد، و «لما كان البحر أزرق » أخراج عمرو السيوفي.

للمرأة درع وصوت
بالطبع يتضمن المهرجان لجان تحكيم موازية تقدم جوائزها بمعايير قد تكون مختلفة مثل لجنة تحكيم النقاد المصريين التي تمنح جائزة باسم سمير فريد لافضل فيلم طويل، ولجنة تحكيم لمسابقة الافلام المصرية التي كان امامها خمسة افلام فقط من انتاج عامي 2020- 2021، وجائزة الاتحاد الاوروبي لافضل فيلم يتناول حقوق المرأة، اما تكريمات المهرجان هذا العام فقد بدأت بتكريم «مايا مرسي» رئيسة المجلس القومي للمرأة وصاحبة القول «للمرأة درع وصوت»، والدكتورة فايزة الخرافي الرائدة الكويتية، والممثلة الفرنسية ماشا ميريل، والممثلة الكبيرة الهام شاهين، والممثلة دنيا سمير غانم، ومن صانعات السينما. المخرجتان المصرية ساندرا نشأت، والفلسطينية نچوي نجار، وحارسة تراث السينما مني البنداري التي عملت في المركز القومي للسينما ثم اصبحت مشرفة علي ارشيف المركز الكاثوليكي السينمائي وأيضا، فقد اهدي المهرجان هذه الدورة الي روح اثنتين من اعلام نساء السينما العربية، وهما«مفيدة تلاتلي» المخرجة التونسية الكبيرة التي رحلت في فبراير الماضي، و«كوثر هيكل» الكاتبة السينمائية الكبيرة التي رحلت في يناير من هذا العام، وكلاهما قدمت بعضا من اهم الافلام في تاريخ سينما قضايا المرأة في عالمنا العربي، وهي السينما التي افرد لها المهرجان استفتاء خاصا قامت به الناقدة ناهد صلاح والناقد احمد شوقي بإشراف شيخ النقاد كمال رمزي وشارك فيه، سبعين من النقاد والناقدات من كل البلاد العربية، واخذ وقتا كبيرا لاختيار افضل مائة فيلم للمرأة في تاريخ السينما العربية، وايضا واصل المهرجان تقديمه لآراء النقاد في صورة المرأة في سينما 2020، في كتاب اعدته الناقدة انتصار دردير، جهد كبير وافلام وندوات وبحث جدي عن صورة المرأة في السينما، ويالها من صورة!.
نقلا عن الاهالى
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع