الأقباط متحدون - كريستين وحزنها وحياتها الجديدة
  • ٠٢:٣١
  • الجمعة , ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٣
English version

كريستين وحزنها وحياتها الجديدة

مقالات مختارة | ياسر أيوب

٠١: ١١ ص +00:00 UTC

الجمعة ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٣

ياسر أيوب
ياسر أيوب

ياسر أيوب
وجع الغياب والحزن والبكاء ليست فقط ما يعرفه ويعيشه أى أحد حين تموت الأم أو الأب أو أحد الأبناء والأشقاء.. إنما قد تكون النتيجة الحقيقية وغير المباشرة هى تغيير الحياة كلها بحساباتها وقواعدها وتفاصيلها وألوانها وأحلامها أيضًا.. وهذا هو ما جرى للاعبة الكندية كريستين سينكلير، التى أعلنت مؤخرًا اعتزالها اللعب، بعد رحلة طويلة مع كرة القدم شهدت نجاحات كثيرة، لم تحقق بعضها أى لاعبة أخرى، أو حتى كل لاعبى الكرة الرجال.

وقبل اعتزالها اللعب هذا العام.. نشرت كريستين مذكراتها العام الماضى فى كتاب رَوَت فيه تفاصيل مشوارها الكروى وحياتها كلها.. وكان سبب الاعتزال وهذا الكتاب هو ساندرا والدة كريستين، التى ماتت العام الماضى.. فقد كانت ساندرا تصطحب ابنتها الصغيرة إلى حدائق وملاعب مدينة بيرنابى القريبة من مدينة فانكوفر فى كندا.. ولم تعلمها فقط كيف تلعب، إنما علمتها أيضًا ضرورة وقيمة أن تلعب.

وبعد مشوار قصير مع كرة السلة والبيسبول.. اختارت كريستين الصغيرة كرة القدم بموافقة الأم وتشجيعها وبدأت بفريق مدرسة بيرنابى الثانوية ثم فريق جامعة بورتلاند ثم نادى فانكوفر وتوالت الأندية والنجاحات لتنضم كريستين وتصبح القائدة والنجمة الأولى لمنتخب كندا.. وخلال مشوارها مع كرة القدم.. كانت أفضل لاعبة كرة فى كندا 14 سنة.. ومع منتخب كندا فازت بميدالية البرونز الأوليمبية فى دورتى لندن 2012 ثم ريو دى جانيرو 2016.

وفى دورة طوكيو الماضية جاءت ميدالية الذهب.. وقبلها كانت بطولة أمريكا الشمالية وأيضًا كرة القدم فى دورة الألعاب الأمريكية.. ولعبت كريستين وسجلت أهدافًا فى خمس نهائيات لكأس العالم لتتساوى مع البرازيلية مارتا دى سيلفا والبرتغالى كريستيانو رونالدو.. ويبقى نجاح كريستين الأكبر هو تسجيلها 190 هدفًا دوليًّا، وهو رقم لم تصل إليه أى لاعبة أو لاعب مع أى منتخب فى العالم، بمَن فيهم بيليه ومارادونا وميسى.

ومع هذه النجاحات كانت دراما الأسى والألم حين أُصيبت والدتها بمرض التصلب المتعدد، ولم تعد قادرة على الحركة.. كان قاسيًا جدًّا أن ترى كريستين والدتها التى علمتها أن تجرى وتلعب عاجزة حتى عن المشى. وبقدر إخلاص كريستين لكرة القدم بقدر ما وهبت حياتها وشهرتها للفت الانتباه وجمع التبرعات لضحايا هذا المرض حبًّا وحزنًا على أمها.. وغير ذلك أبقت كريستين حياتها الشخصية سرًّا لا يعرفه أى أحد.

عاشت سنوات رغم الشهرة والأضواء ترفض أى حديث عن حياتها الشخصية، حتى ماتت الأم العام الماضى.. فكان الحزن والدموع، ثم كانت الحياة التى تغيرت، فقررت كريستين أولًا أن تحكى تفاصيل حياتها فى هذا الكتاب، وبعدها قررت اعتزال كرة القدم.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع