"بتحِب الله، ولا اللي بتاخدُه من الله؟"

ديڤيد ويصا
السؤال بالطريقة دي، ياما سمعته بطرق مختلفة ..
هل انت بتحب الله فعلًا، ولا بتحب اللي بتاخدُه من الله؟
بتمشي مع الله وتتبعه عشانه، ولا عشان تاخُد منه حاجة؟
--

بغض النظر عن طريقة السؤال، إذا كانت صح أو غلط ..
عندي فكرة عاوز اشارِك بيها، فرقِت معايا كتير في علاقتي مع الله!
فعليًّا وعمليًّا، مقدرش افصِل بين الله، وبين اللي باخدُه منه ..
لأني بختبر شكل العلاقة معاه، من خلال اللي بشوفه منه ..
فمثلًا، مش بفهم محبّته ولا رحمته ولا قداسته ولا أبوّته ..
إلا من خلال معاملاته معايا، في مواقف مختلفة ..
مش بشبِع احتياجي للحب والتقدير والقيمة ..

إلا من خلال علاقة عميقة صحيحة مع الله!
ولو انا قلت اني بحب الله، بغض النظر عن أي حاجة باخُدها منه ..
فانا كده، في وجهة نظري، بحبُّه حُب هُلامي ملوش ملامح ..
حُب يكاد يكون صوفي ملوش معايير اقدر اختبره واقيسه بيها ..
ومعتقِدش ان فيه إنسان يقدر يقول انه بيحب الله في المطلق ..
من غير ما يكون رابط ده بحاجة أو أكتر بياخُدها من الله!
--

لو انا بحِب واحدة، ومنتظر منها تبادلني الحب ..
طبيعي ان يكون في حياتي علاقات تانية بطرق مختلفة ..
صداقة، زمالة، خدمة، أبوّة، أمومة، بنوّة، وهكذا ..
علاقات كتير ممكن آخُد منها تقدير وحب واحترام ..
بس الفارق الرئيسي بين ده، وبين علاقتي بحبيبتي ..

هو اني مستنّي التقدير منها هي، مهما خدتُه من ناس تانية ..
مستنّي الحب والقبول منها هي، مهما خدتُهُم من ناس تانية ..
إذًا، لما اقول اني بحب واحدة، ده مش معناه اني بستغنى عن كل البشر ..
لكن معناه اني بستمتع بحاجات معيّنة بصورة كاملة ومُشبِعة ..

لما باخُدها منها، بسمعها منها، بحِسَّها منها، مش من أي حد تاني ..
ومهما خدت الحاجات دي من حد تاني ..
بيفضل جوّايا اشتياق اني اتملي بالحاجات دي منها هي!
--

يعني ببساطة لما اقول اني بحب الله ..
مينفعش اقول اني مش فارق معايا آخُد منه إيه ..
لكن معناه اني فارق معايا استمتع بكل حاجة معاه هو، ومن إيده هو ..
أيوه بحتاج للناس، أيوه مقدرش استغنى عن بعض الناس ..
لكن تفضل متعتي وشِبعي واشتياقي، لله ولكل متعة وشِبَع معاه!
حُبّي لله حب واعي، مش منفصل عن اللي باخدُه منه ..
لكنه حُب مفتوح العينين، بيستمتع أقصى متعة مع الله!
ديڤيد ويصا