حساب الارباح والخسائر بعد مائة يوم من الحرب في غزة بين اسرائيل وحماس
مجدي جورج
٥٧:
٠٦
م +00:00 UTC
الاثنين ١٥ يناير ٢٠٢٤
مجدي جورج باحث اقتصاد دولي
نعم فبعد مائة يوم من الحرب الطاحنة بين إسرائيل وحماس لابد من التوقف لبرهة للنظر جيدا في ارباح وخسائر كلا من الطرفين .
اولا بالنسبة لإسرائيل ولنبدا بالخسائر :-
١- اولا ماحدث في ٧ اكتوبر كان صدمة للاسرائليين لا تقل عن صدمة ٦ اكتوبر ١٩٧٣ وربما اعمق لانه ضرب في العمق الاسرائيلي واستطاع قتل اكثر من الف شخص وارتهان حوالي ٢٥٠ شخص لازال اغلبهم في ايدي حماس .
٢- فقدان اسرائيل لسمعتها كقوة رادعة وهي ما قد يشجع قوي اخري كحزب الله وغيره من القوي الارهابية علي التجرؤ ومهاجمة الدولة العبرية .
٣- استعداء كل القوي الشيعية في المنطقة ايران وحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن والمليشيات الشيعية في العراق وسوريا .
٤ - ايقاف قطار التطبيع ( ربما الي حين ) مع الدول العربية بعد ان كان يسير بسرعة الصاروخ .
٥- خسارة اسرائيل لسمعتها وتضررها واتهام البعض لها ( جنوب افريقيا) بانها تمارس حرب ابادة في قطاع غزة.
٦- ماحدث في غزة من ماساة انسانية اجج الاوضاع في الضفة الغربية مما سيؤدي بإسرائيل ربما بعد حين الي الاضطرار الي فتح جبهة اخري في الضفة الغربية المرشحة للاشتعال .
٧- التضرر والانقسام الداخلي فبرغم اجماع اغلب الاسرائيليين علي مشروعية الحرب ضد حماس الا ان اهالي الرهائن وانصارهم اصبح صوتهم عالي واصبحوا ينادوا بإقالة نتنياهو من الحكومة واجراء انتخابات مبكرة.
اما بالنسبة لحساب الارباح لإسرائيل فهي :-
١- اسرائيل في حربها ضد حماس حصلت علي تاييد اغلب الدول الكبري لان ما فعلته حماس في ٧ اكتوبر ادي الي وجود المبرر الشرعي للحرب الاسرائيلية وهذا يحدث لاول مرة .
٢- اسرائيل وان كانت لم تستطع القضاء نهائيًا علي حماس الا انها قضت الي حد كبير علي قدراتها الحربية وقضت علي العديد من انصارها ( قدرها البعض بربع قوة حماس ) وكذلك تدمير العديد من الانفاق .
٣- التحرك الامريكي البريطاني بل والغربي لمساعدة إسرائيل وتحريكهم القوات والاساطيل والقوات لمساعدتها لانهم يرون فيما فعلته حماس تهديد وجودي لإسرائيل.
٤- تعاطف اغلب يهود العالم ورغبتهم بل وعودة بعضهم لإسرائيل من بلاد الشتات الغربية للالتحاق بالجيش الاسرائيلي .
ثانيا بالنسبة لحماس فان حساب الخسائر يتمثل في :-
١- تدمير مدن قطاع غزة تدميرا كبيرا جدا والقطاع محتاج الان لما يشبه خطة مارشال لاعادة بنائه واظن لن تستطيع الاموال القطرية فعل الكثير ان لم يتعاون العالم كله في هذا المجال .
٢- خسائر بشرية رهيبة فقد وصلت اعداد القتلي الي حوالي ٢٥ الف شخص بالاضافة الي اكثر من ضعفهم من المصابين اضف الي ذلك اعداد المفقودين الذين لا يعرف عددهم للان .
٣- حتي وان كانت حماس لاتزال لها مصداقية داخل فلسطين وداخل القطاع الا انه لا يمكن انكار ان سمعة حماس تضررت بين بغض سكان قطاع غزة الذين يرون قادتها ومقاتليها يختبئون في الانفاق وهم يبادون عن بكرة ابيهم دون ان تهتم حماس لحياتهم باعتراف موسي ابو مرزوق نفسه .
٤- هجوم حماس في السابع من اكتوبر واختطافها الرهائن الاسرائيليين خصوصا المدنيين منهم من حملة الجنسيتين الاسرائيلية والعربية ( امريكان وانجليز والمان وفرنسيين وغيرهم ) هذا خلق جبهة واحدة غربية مؤيدة بشدة لإسرائيل وجعل الدول الغربية تصنف حماس انها حركة ارهابية .
٥- قطع رزق الالاف العمال الغزاويين وحرمان القطاع من مصدر من مصادر التمويل اللازمة لاعاشة السكان هناك وهذا قد لايكون مؤقت من اسرائيل بل قد يكون قرار نهائي وتستعين اسرائيل بعمال اسيويين مكانهم .
٦- حتي وان لم تعلن حماس عن أي خسارة في قواتها الا انه لا يمكن بعد مرور مائة يوم ان نصدقها ونصدق انها لم تخسر اي مقاتلتين ( البعض في اسرائيل يقدر بانها خسرت ربع قوتها ) بالاضافة الي خسارتها لقدرتها وتدمير عدد كبير من الصواريخ والانفاق التي يحتمي بها قادتها . ايضا لا ننسي خسارتها لبعض قادتها واخرهم صالح العاروري نائب رئيس حركة حماس الذي قتل في بيروت .
٧- حتي مع كل حديث حماس عن تمسكها بثوابتها وانها لن تتراجع عن مبادئها الا ان هناك حديث عن تعديل في ميثاقها وضرورة الاعتراف بإسرائيل وكذلك في الحديث عن قبولها لحكومة وحدة وطنية مع حركة فتح .
اما بالنسبة لحساب الارباح لحماس :-
١- هجوم ٧ اكتوبر خلق لحماس بادرة وصورة ستظل لاجيال يستذكرها العرب والمستضعفون في العالم كفئة صغيرة هزمت دولة نووية وعسكرية قيل عنها انها غير قابلة للهزيمة بسهولة وقيل انها انتصرت علي جيوش ثلاث دول عربية .
٢- ردة فعل اسرائيل المبالغ فيه خصوصا تجاه السكان المدنيين خلق حالة تاييد عالمية لهذه الحركة فقامت المظاهرات في اغلب الدول الغربية لتاييد سكان غزة ومهاجمة السياسة الاسرائيلية بل والامريكية المؤيدة لها .
٣- ما فعلته حماس حرك المياه الراكدة في مسالة الحل النهائي للمسألة الفلسطينية وسمعنا الحديث الامريكي والدولي عن حل الدوليتين وضرورة اقامة دولة فلسطينية مستقلة وهذا كان حديث شبه غائب في الاعوام الماضية.
٤- ما فعلته حماس سابقا وقدرتها الي الان علي المقاومة بل وتوجيه القذائف والصواريخ لإسرائيل جعل بعض الاسرائيليين يعتقدون ان القضاء علي حماس امر صعب المنال وصعب التحقق وانه لابد من القبول بالامر الواقع الموجود حاليا .
٥- ما فعلته حماس وبرغم تاذي الفلسطينيين في غزة بل والضفة منه الا ان نسبة تاييدها قد زادت في الضفة الغربية
وهذا مالم تكن تحلم به حماس سابقا . كذلك زادت حالة تعاطف في الشارع العربي والاسلامي مع حماس .
في النهاية وبعد مرور مائة يوم من الحرب فاننا نستطيع ان نقول ان اي حرب مهما كانت اطرافها لا منتصر فيها فالجميع خاسرون خصوصا الشعوب المسالمة التي تدفع ثمن واخطاء قادتها .
الكلمات المتعلقة