الأقباط متحدون - من وحي سِفر يونان: الضيقات.. كيف نخوضها؟ وننجح في الاستفادة منها؟
  • ٢٠:٥١
  • الاثنين , ٢٦ فبراير ٢٠٢٤
English version

من وحي سِفر يونان: الضيقات.. كيف نخوضها؟ وننجح في الاستفادة منها؟

مقالات مختارة | القمص يوحنا نصيف

١٨: ٠٢ م +00:00 UTC

الاثنين ٢٦ فبراير ٢٠٢٤

يونان
يونان

القمص يوحنا نصيف
    + أحيانًا يتعرّض الإنسان لضيقة وهو يسير في طريقه.. وأحيانًا أخرى ندخل في الضيقات بسبب سوء تصرُّفنا..

    + ربّما يسمح الله لنا ببعض الضيقات لتعديل مسارنا المُعوَجّ.. أو لإفاقتنا من غفلتنا.. كما أرسل البحّارة إلى يونان قائلين: "مالك نائمًا، قُم اصرخ لإلهك"..!

    + في جميع الأحوال، لنكُن مطمئنّين، لأنّ الله يضبط كلّ تفاصيل الضيقات، فيكون كلّ شيء بمقدارٍ مُعَيّن؛ مثل جرعة الدواء المحسوبة بدقّة لتكون جرعة شافية تمامًا، إذا تناولناها إلى آخِرها.. فمثلاً في قصّة يونان، نرى أنّ الريح التي هبّت على السفينة كانت بمقدار معيّن لا يقلب السفينة، والبحر كان عاليًا بمقدار لا يسمح بالعودة إلى البرّ.. ثمّ أعدّ الله حوتًا عظيمًا لكي يبتلع يونان كغوّاصة لحميّة لكي يوصِّله سالمًا إلى الشاطئ..!

    + ما قد يبدو مُخيفًا ومُميتًا أثناء الضيقة، يمكن أن يكون هو وسيلة النجاة.. فالحوت المُخيف هو الذي أنقذ يونان من الغرق والموت..!

    + في وسط الضيقة، تظهر يد الله بشكل أوضح وأجمل.. وهذا يمنحنا الفرصة أن نختبرها وهي تسندنا، وتنقذنا، وفي النهاية تُفَرّحنا..!

    + الضيقة الصعبة أيضًا أعادت الحرارة الروحيّة ليونان، عندما بدأ يصلّي مرّة أخرى.. فليس من المعقول أنّ يونان قد تعلّم الصلاة لأول مرّة وهو في جوف الحوت.. بل مِن الواضح أنّ كلمات صلاته العميقة الجميلة تكشف أنّه كان رجل صلاة عظيم.. ولعلّنا نلاحظ أنّ صلاته تحمل خبرات إيمانيّة هائلة، عن استجابة الله، وعن علاقة حيّة مع هيكله المقدّس.. لقد كان قبل الضيقة متوقِّفًا عن الصلاة وقد بردَ قلبه كثيرًا، فأعادت له الضيقة قوّة الصلاة وحرارتها.. لذلك سنلاحظ أنّ أعلى مستوى روحي في الصلاة، وصل إليه يونان، كان أثناء وجوده في بطن الحوت..!

    + كما أنّ الضيقة كشفت ليونان أنّ الله حاضر في كلّ مكان، ولا يمكن الهروب منه، وبالتالي فهو حاضر أيضًا في بطن الحوت، وها هي فُرصة غالية للّقاء معه بمشاعر تائبة وصلوات حارّة.. إذ أنّ بطن الحوت لن يسمعَ فيه أحدٌ صراخه أبدًا، فلا يوجَد سوى الله الحنون، الذي يسمع صراخ أولاده ويستجيب لهم..

    + الضيقة يكون معها دائمًا نعمة ورحمة من الله الحنّان؛ الذي عندما يدخل مع الإنسان في ضيقته يجعله يخرج منها في النهاية سليمًا تمامًا بدون أيّ خسائر، بل يكون مُكلّلاً بالمجد.. مثل الثلاثة فتية الخارجين من أتون النار، الذين حتّى رائحة النار لم تأتِ عليهم (دا3: 27)..

    + في النهاية ستصير الضيقة لنا خبرة روحيّة جميلة، وتصير للآخرين درسًا مفيدًا.. وبوجه عام ستكون الضيقة شهادةً لقوّة الله المُخَلِّصة..!
القمص يوحنا نصيف
فبراير 2024م

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع