متى نصل إذا بدأنا من الآن؟
مقالات مختارة | محمود العلايلي
٢٩:
١٠
ص +00:00 UTC
السبت ١٦ مارس ٢٠٢٤
محمود العلايلي
على الرغم من الانشغال بدخول رمضان وبداياته، فما زالت ردود أفعال المواطنين دائرة على الاتفاقيات الاقتصادية التى بدأت بعقود رأس الحكمة وأعقبتها اتفاقية قرض صندوق النقد الدولى، حتى إنه لا يخلو سلام ولا تهنئة بين الناس وبعضهم إلا ويصاحبها فتح الموضوع، والتأكيد على إيجابية تلك الخطوات مع التحذير من الوقوع فى شرك تكرار أى خطأ كان.
وعلى الرغم من نشوة الفرحة وإحساس البعض بإزاحة الثقل الرابض فوق الصدور، فإن السؤال الذى يتقافز على الألسن، وربما يسبق التعبير عن تلك الفرحة، يتركز على الوقت الذى تتوفر فيه السلع الأساسية بالأسعار التى تقدر عليها دخول المواطنين، مع توقف الارتفاعات المتوالية للأسعار بين اليوم والذى سبقه، أو بين الأسبوع وما تلاه، أما ذلك المواطن الذى يتمتع بقدر من الوعى السياسى، فيزيد على ما سبق تساؤلاته حول الجدول الزمنى الذى على أساسه نصل إلى الحال الذى يرضى فيه المواطن عن خدمات الحكومة؛ من الخدمات التعليمية والعناية الصحية والرعاية الاجتماعية، بينما يضيف إليها المتخصصون بعض النقاط الهامة، مثل تهيئة المناخ الذى يسمح بالنمو الاقتصادى، وإرجاع القطاع الخاص لإطار الاستثمار من جديد، وتعديل الميزان التجارى، وتوفير الاحتياطى النقدى من العملة الأجنبية للوفاء بحاجة الاستيراد، بالإضافة إلى القدرة على سداد الديون وخدمة أعبائها، دون أن يغفل أحدهم الحلم المصرى الأهم بالتوجه نحو التصنيع القائم على التصدير، والذى يعد مفاتيح أبواب الرخاء الموصدة.
وبين كل هذه التساؤلات لا نريد أن تتشتت أذهاننا بأننا نتحدث عن خط نهاية نطمح فى عبوره، وإنما ما نريد أن نصل إليه، هو خط بداية نبدأ معه رحلة التنمية ونمضى فيه، طالما كان هناك مواطنون لهم مطالب وحاجات، وطالما هناك تحديات من الواقع السياسى والاقتصادى نبذل فى سبيلها المساعى للتغلب عليها، لأن الرخاء الاقتصادى ليس رقما نصل إليه ونكتفى، وإنما منظومة تبدأ عندما نصل لجميع مقوماتها التى تعمل معا، وعليه تستمر رحلة الحفاظ عليها وتطويرها، مع العمل على تعزيز كل عنصر فيها للوصول لأعلى نسب النمو الكفيل بتحقيق قفزات قادرة على إحداث الفارق فى وقتها، والحفاظ على ما يتم إنجازه فى المستقبل.
إن المعاناة ليست سرا، كما أن الهدف ليس سرا أيضا، وبالتالى نطالب بألا تكون خطط التنمية من باب الأسرار، فعلى الحكومة كما أعلنت عن بعض الأرقام والإنجازات التى تنوى الوصول إليها، أن تعلن بنفس الوضوح الخطط والوسائل الكفيلة بالوصول لتلك الأرقام المستهدفة والإنجازات المنتظرة، حتى لا يقتصر دور المواطنين على المشاهدة والتعليق، ليتجاوز ذلك للمشاركة والتعضيد، والأهم ألا تعطلنا نشوة الفرحة بأمل الوصول عن العمل على ذلك فى أقرب وقت، فلكى نصل لا بد أن نبدأ، صحيح أنه طريق ليس له نهاية كما أسلفت، لكن من المؤكد أن هذا الطريق له بداية، وجب أن نلحق بها إذا كنا جادين حقا فى خطة رفع المعاناة عن المواطنين كمرحلة أولى، ثم الوصول بنفس المواطنين إلى مرحلة الرخاء والرضا عن النفس والحياة والحكومة.
نقلا عن المصري اليوم
الكلمات المتعلقة