الأقباط متحدون - التفاصيل الكاملة لاستشهاد رهبان جنوب أفريفيا.. ووقائع محاكمة المتهمين بقتلهم
  • ١٠:٢٩
  • السبت , ٢٣ مارس ٢٠٢٤
English version

التفاصيل الكاملة لاستشهاد رهبان جنوب أفريفيا.. ووقائع محاكمة المتهمين بقتلهم

٢٧: ٠٧ م +00:00 UTC

السبت ٢٣ مارس ٢٠٢٤

التفاصيل الكاملة لاستشهاد رهبان جنوب أفريفيا
التفاصيل الكاملة لاستشهاد رهبان جنوب أفريفيا

نادر شكري
تتابع الكنيسة القبطية الارثوذكسية برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني،  الحادث الأليم الذى وقع بدولة جنوب أفريقيا، بعد مقتل ثلاثة رهبان بدير مارمرقس الرسول والأنبا صموئيل المعترف، وهو أحد اديرة الكنيسة القبطية هناك، وتسبب فى صدمة كبيرة على المستوى الكنسي والقبطي،فى تنتظر نتائج التحقيقات حول أسباب ارتكاب هذا الحادث ،حيث يتم التحقيق مع شابًا قبطي " طالب رهبنة"  بتهمة القتل مع اشتباه فى راهب آخر مازال قيد التحقيق حيث تم حبس الاثنين على ذمة القضية.
 
فى فجر الثلاثاء 12 مارس، كان يتجه الراهب القمص تكلا الصموئيلي وهو وكيل ايبارشية الاقباط بجنوب إفريقيا،الى الكنيسة داخل دير مارمرقس الرسول والانبا صموئيل المعترف الذى يقع في بلدة كولينان شرق العاصمة بريتوريا، على بعد 50 كم من العاصمة جوهانسبرج، ولكن كانت طعنات الغدر تتجه الى ظهره ليسقط، قبل وصوله للكنيسة، و تتوالى الطعنات فى جميع انحاء جسمه، قبل ان تتجه نفس الطعنات الى الراهب مينا أفا ماركوس بالقرب من بيت لحم وهو موضع " تجهيز القربان"، حيث كان يعد " الحمل " للقداس ولكن كانت طعنات الموت أسرع، وتم العثور على ذبح بالرقبة، ويسرع الجاني الى غرفة الراهب يسطس أفا ماركوس ليهاجمه بطعنات وضربات الموت، لتمتلئ الأرض بدماء بريئة، بيد لم تراعى قدسية المكان ، ولا خوفا من الله، بعد سكن قلوبهم شيطانًا، لا يعرف سوى سفك دماء الابرياء، عندما يزرع الكراهية فى قلوبً ضعفت أمام أطماع العالم الفانية، ليعيد لنا للذكريات منذ نشأة الخلقية وروح الشر التى ترفرف وتبحث عن تربة تنمو فيه من أجل زرع الشوك، وقتل الورود التى تنمو فى حضرة الله .

حالة الدير قبل الحادث
دير مارمرقس الرسول والانبا صموئيل المعترف وتم تأسيسه عام ٢٠٠٧ بيد نيافة الأنبا أنطونيوس مرقس مطران جنوب إفريقيا واعترف به عام ٢٠١٣، كان فى الدير قبل الجريمة أربعة رهبان ،هم الثلاثة شهداء بالاضافة للقمص صموئيل افا ماركوس الناجي الوحيد  وطالب للرهبنة " يدعى سعيد بسندا " وسائق القمص تكلا الصموئيلى يدعى جون وهو من جنوب إفريقيا، بالاضافة للعمال وهؤلاء فى مبنى منفصل بعيد عن الكنيسة .
 
وحسب وصف أحد الأقباط للأقباط متحدون الذى يتوافد على الدير باستمرار فى شهادته ، أن غرفة "قلاية" القمص تكلا وغرفة الراهب مينا متجاورتين فى الجانب الشرقي بالقرب من الكنيسة، بينما غرفة الراهب يسطس والقمص صموئيل متجاورتين فى جانب أخر، وطالب الرهبنة فى غرفة اخري  .

وكشف القبطي أن القمص تكلا الصموئيلي هو أول الرهبان بالدير هو مؤسس الدير ، ومن بعده القمص صموئيل، وكان هناك راهب آخر يدعى  الراهب مايكل سافر منذ فترة للخدمة فى غانا، بينما تم  سيامة الراهب مينا والراهب يسطس معا فى ديسمبر 2019 ، وان سعيد طالب لرهبنة وصل للدير منذ عام فقط، ومعه شخص أخر ولكنه لم يستمر وعاد لمصر بعد ستة شهور .
 
وتابع : ان القمص تكلا دائما ما يسافر الى جوهانسبرج للخدمة فى كنيسة العذراء بالمطرانية يومى السبت والأحد ثم العودة للدير مرة اخرى ، وقبل الحادث تم إبلاغ سعيد طالب الرهبنة بالعودة لمصر، لعدم صلاحيتها للرهبنة بعد محاولات عدة ،واعطائه أكثر من فرصة من أجل التوافق مع شروط الرهبنة، ولكن دون جدوي ، وقام القمص تكلا بحجز تذكرة طيران لعودته وكان محدد له يوم الاربعاء اليوم التالى للحادث.

يوم الحادث
يستيقظ عمال الدير صباحا، وسط صدمة عارمة عند مشاهدة الدماء وجثامين الرهبان، ليتم إبلاغ نيافة الانبا انطونيوس مرقس مطران الايبارشية فى مقره بجوهانسبرج ، ويتم ابلاغ الشرطة، حيث تم الترويج فى بداية الحادث بوقوع هجوم مسلح على الدير، وهى قصة لم تثبت صحتها بعد وصول الشرطة، التى لم ترصد أى اقتحام فى الأبواب أو تكسير أو سرقة فى اى من ممتلكات الدير، لتبدأ رحلة البحث ورفع الادلة الجنائية ومعاينة جثث الضحايا ، حيث تم غلق الدير تمام لحين انتهاء التحقيق ورفع البصمات، وينتقل السفير المصرى بجنوب افريقيا لموقع الدير، مع السيدة ساندرا سكرتير نيافة الانبا انطونيوس .

وتم سؤال الناجين من الحادث وهم الراهب القمص صموئيل، وطالب الرهبنة " سعيد باسندا " الذى كانت يده مصابة بجرح حديث، وتم فحص تليفونه المحمول ،ليتم نقل الجثامين للمستشفى للتشريح ، وتم توقيف سعيد وتوجيه اتهام له بالقتل، بعد رصد بعض الادلة الأولية حول الاشتباه فيه ، لاسيما بعد الاستماع لشهود حول اثارته للمشكلات داخل الدير، وهو ما دفع القمص تكلا  لاتخاذ قرار بعودته لمصر ، كما تم توقيف القمص صموئيل احتجازه والتحقيق معه حول توقيت تواجده أثناء الجريمة، وعدم استهدافه رغم قتل جميع الرهبان.

ورصدت اجهزة الشرطة طعنات غائرة فى جميع الجثث ، وضرب بعض الضحايا باستخدام " بلطة أو منجل "، واخر ذبح بالرقبة .

رصد الضحايا
يقول شاهد عيان حسب متابعته أن الجريمة كانت صادمة ويبدو أن مرتكب الحادث قام بضرب القمص تكلا فى ظهره ، وربما صرخته فى محاولة الاستغاثة ، دفع الراهب مينا الذى كان يعد القربان للخروج ، لرصد ما يحدث ولكن القاتل كان اسرع بضربه وذبح الرقبة بقطع غائر ، وان الراهب يسطس وجود عند مدخل غرفته، وغير معروف اذا كان خرج عند سماع صوت الاستغاثة أو ان القاتل ذهب ليطرق الباب و باغته بضربة، ثم قتله .

وتابع أن الشكوك توجهت الى سعيد طالب الرهبنة خاصة انه من قام بالترويج للهجوم مسلح ، إضافة للاصابة التى فى يده التى تكشف  ربما عن مقاومة من أحد الضحايا، فضلا على أنه كان يرفض العودة لمصر، وأنه كان مثير للمشكلات داخل الدير وغير منضبط، وتم تحذيره عدة مرات قبل اتخاذ القرار الاخير، بمغادرة الدير .

طالب الرهبنة سبق رفضه فى أديرة اخرى
وكشفت " أ .ب " احد القريبين للدير وللقمص تكلا أن سعيد طالب الرهبنة، سبق وتقدم لأديرة داخل مصر لطلب الرهبنة ، وبعد الاختبارات تم رفضه حيث سبق وخضع للاختبار فى احدى اديرة وادى النطرون ، وهو الدير الذى كان يعمل فيه ايضا الراهب مينا فى إحدى المهن الحرفية قبل سفره لجنوب أفريقيا ، ولكن تم الاعتذار لسعيد على ان يكمل بالدير وذلك فى فترة قبل 2014 ، ثم توجه سعيد بعدها لإحدى الاديرة الاخرى ولكنه ايضا لم يكمل، ليختفي لفترة ثم ظهر مرة اخرى بعد تواصله مع القمص تكلا اثناء زيارته لمصر، ليساعده فى السفر لجنوب افريقيا و قبوله كطالب رهبنة العام الماضى .
 
وتابع ان " سعيد " لم يرتدى الزى الابيض كطالب رهبنة ولكن ظل تحت الاختبار وخلال هذه الفترة، أثار المشكلات وعدم الانضباط طبقا لقوانين الرهبنة، وحاول القمص تكلا معه والتأنى عليه، حتى تم اتخاذ قرار بعودته لمصر لاسيما مع قرب انتهاء تصريح إقامته بجنوب افريقيا، حتى وقوع الحادث قبل اليوم المقرر سفره .

وأوضح الشاهد ان السارق أو اللصوص فى جنوب افريقيا لا يقتلون الا اذا تم مقاومتهم ، وان الشرطة أثبتت عدم تعرض الدير لاى سرقة أو تخريب أو اقتحام مسلح، وبالتالى فالامر تم من داخل الدير او بمساعدة بالداخل، مشيرا ان الدير سبق وتعرض للسرقة ولكن دون اى ضرر باى شخص .

المحاكمة و تأجيل القضية
فى يوم الخميس 15 مارس مثل سعيد بسندا، والقمص صموئيل افا ماركوس ،أمام محكمة جنوب أفريقيا، بعد توجيه اتهام بالقتل لسعيد، ولم تظهر التحقيقات حتى الان موقف القمص صموئيل من حالة الاشتباه فيه ، ولكن تم تأجيل القضية الى 22 مارس لاستكمال بعض التحقيقات والعودة لجلسة 28 ، بعد ان طلب الاثنين مترجم معتمد وايضا، ممثل قانونى معهم " محامى" .

وقام بحضور جلسة المحاكمة نيافة الانبا بولس الأسقف العام لأفريقيا للكنيسة القبطية، وعدد من الكهنة الافارقة للكنيسة القبطية بجنوب افريقيا، وبعض أبناء الكنيسة، حيث دخل الشاب سعيد و القمص صموئيل مكبلا الايادي، وتم تحريرهما للمثول أمام القاضى وظهر سعيد ويده اليسرى مصابة وتلتف بالشاش الأبيض ، حيث لم تستغرق الجلسة وقتا طويلا قبل رفعها للتأجيل ليتم اعادتهما الى محبسهم على ذمة القضية .
 
وقام بعدها نيافة الانبا بولس باحتضان جميع الكهنة وابناء الشعب فى محاولة لاحتواء حزنهم، حيث وصل الاسقف بناءا على طلب قداسة البابا تواضروس، لمتابعة الأوضاع مع نيافة الانبا جوزيف اسقف ناميبيا وتوابعها ، والقس اليشع رزق وهو احد الكهنة التى كانت تخدم بجنوب افريقيا لسنوات قبل انتقاله للخدمة بكنيسة مارمرقس بواشنطن بامريكا .

الخارجية المصرية تتابع الموقف
وكانت وزارة الخارجية والسفارة المصرية في العاصمة الجنوب إفريقية بريتوريا، أعلنتا أنهما تتابعان بصورة حثيثة، التحقيقات الخاصة بالحادث.

وحرص أحمد الفضالى، سفير مصر لدى جنوب إفريقيا، على التواجد فى جنازة الشهداء بكاتدرائية العذراء بجوهانسبرج ، وأكد ان الحادث مفجع لوقوعه فى بيت من بيوت الله وهى أماكن للعبادة، وليست ساحة للقتل، وهو حادث محزن للجميع ويأتى فى وقت يصوم فيه المسلمين والمسيحيين معا، وأسفر عن قتل 3 من الرهبان يتمتعون بالحب والعمل فى المجتمع الافريقي ، ونحن امام حالة اتهام اثنين من أبناء الدير وتم حبسهم حتى لو لم يثبت اتهام حتى الان ،ولكن مجرد توجيه الاتهام فهو صدمة للجميع، وانه يحرص على التعاون مع كل الجهات فى جنوب إفريقيا ومصر لإظهار التحقيقات ، والانتقال لموقع الدير مع وزارة الشرطة لبدء التحقيق سريعا ، واشار انه على تواصل مستمر مع قداسة البابا ويطلعه على سير التحقيقات بشكل مستمر .

وتابع تربطنى علاقة محبة كبير بالقمص تكلا الصموئيلى والتعاون فى كل الانشطة الوطنية وما يتعلق بالكنيسة لحل أى مشكلة ، وهى من أولويات عمل السفارة المصرية، وصحيح اللون الاسود يرمز لتراب الارض وعمرنا ما ننسى لا نخاف من يقتلون الجسد ولكن نخاف من الذين يقتلون الروح .

وفي كلمته شكر  الأنبا بولس السفير المصري وأعضاء السفارة، وقدم التعزية للأنبا أنطونيوس مرقس وكهنة وشعب إيبارشية جنوب إفريقيا، ونقل تعزية قداسة البابا تواضروس الثاني لهم مشيرًا إلى الآباء الذين أوفدهم قداسته للمشاركة في صلوات التجنيز.

وقدم السفير الفضالى العزاء للكنيسة فى الجنازة التى اقيمت شهدت كنيسة السيدة العذراء والقديس مار مرقس الرسول في منطقة باركفيو بجوهانسبرج، وأكد الأنبا بولس اسقف عام افريقيا أن من يقتل هو إنسان صاحب قلب شرير، وأنه بينما يقتل البشر بعضهم البعض، يستمر السيد المسيح في تقديم حياته للعالم.

وأضاف: "نحن هنا لنقدم حياتنا لأجل الآخرين على مثال السيد المسيح". مشيرًا إلى أن الرهبان الثلاثة كانوا محبوبين في المنطقة، وأنه لا يجب أن ننظر إليهم باعتبارهم أموات بل هم الآن أحياء أكثر إشراقًا ومستمرون في عملهم لأجل الكنيسة بصلواتهم الدائمة عنا.

جنازة مهيبة ودموع اسر الرهبان
وعقب انتهاء الجنازة تم نقل الجثامين الى مصر التى وصلت فجر الثلاثاء الماضى، بقرية البضائع بمطار القاهرة ، حيث تم نقلهم الى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية فى ثلاث سيارات اسعاف، حيث ترأس الصلوات قداسة البابا تواضروس الثاني ولفيف من مطارنة واساقفة المجمع المقدس وبحضور سها الجندي وزيرة الهجرة .

 وتوافد المئات من محافظات من أسيوط وسوهاج من اسر الرهبان وأقاربهم منذ فجر الثلاثاء فى انتظارهم ، وتوشحت النساء بالسواد، وعقب وصول الجثامين التفت حولها الاسر وسط حالة من الحزن والصراخ ، وقدم نيافة الانبا دانيال مطران المعادي كلمة شكر للدولة المصرية لمساندة الكنيسة منذ لحظة وقوع الحادث .

ثم قدم قداسة البابا كلمته روحية وتعزية لاسر الرهبان ولنيافة الانبا انطونيوس مرقس ولاسقف ورئيس دير الانبا صموئيل المعترف بالمنيا ومجمع الرهبان، وكان قداسته سبق وودع الشهداء فى كلمته واشار ان سلطات جنوب إفريقيا تقوم بعملها بخصوص الحادث، وهو حادث إجرامي، وهناك أقاويل كثيرة ولكن حتى الآن لم يظهر بيان رسمى بتفاصيل الحادث وسوف يتم اعلانه عقب اعلان التحقيقات مقدما شكره للسفارة المصرية بجوهانسبرج التى تتابع الموقف منذ وقوع الحادث .

وعقب انتهاء الجنازة تم اقامة مراسم الجنازة بالطقس الكنسى بحمل نعوش الرهبان، والدوران بهم داخل الهيكل، ليخرج بها الشمامسة الى سيارات الاسعاف ، وسط صرخات اسرهم يمسكون بالنعوش بالصراخ والبكاء، وذهب قداسة البابا عند هذه اللحظة الى بعض اسر الرهبان وهم يصرخون، ليقدم لهم التعزية ويواسهم ، لتنطلق بعدها سيارات الاسعاف فى رحلة الى دير الانبا صموئيل المعترف غرب مركز مغاغة بالمنيا، وخلفهم عشرات السيارات والحافلات من اسرهم ، ليتم دفنهم داخل الدير بعد اقامة مراسم التوديع ، وكان فى انتظارهم نيافة الانبا سيداروس اسقف عزبة النخل والانبا صموئيل اسقف طموه بجانب نيافة الانبا باسيليوس اسقف ورئيس الدير ، ليتم وضعهم فى طافوس الرهبان وهو منطقة مخصصة لدفن الرهبان .

نشأة دير جنوب افريقيا على يد رهبان الانبا صموئيل
قال الراهب انجيلوس الصموئيلي، أن الشهيد القمص تكلا الصموئيلى بدأ حياته الرهبانية فى عام 1986 بدير الانبا صموئيل المعترف بالمنيا ، ونال رتبة الكهنوت فى عام 2001 ، وهو طبيب بيطرى لذا كان  مسئول عن خدمة مزرعة الماشية بالدير، وايضا كان يتولى مسئولية  مزرعة اخرى بقرية 5 بالقرب من الدير .

وتابع ان الأنبا انطونيوس مرقس فى زيارته لدير الانبا صموئيل طلب سفر بعض الرهبان لتعمير دير جديد ،بجنوب افريقيا بعد شراء أرض هناك عن طريق الراحل الدكتور ثروت باسيلى، وبالفعل سافر بعض الرهبان كانت البداية فى عام 2007 للراهب سيداروس " الانبا سيداروس حاليا اسقف عزبة النخل" ، وايضا الرهبان ابونا عبد المسيح وابونا فيلبس والراهب بيسنتى والراهب اسطفانوس ثم سافر القمص تكلا عام 2008 ، ، ولكن عاد بعضهم بعد ذلك وذهب اخرين للخدمة فى دول اخرى وتبقى القمص تكلا الذى استمر فى اعمال تأسيس الدير حتى تم الاعتراف به عام 2013 ، مشيرا ان القمص تكلا دائما ما يزور دير الانبا صموئيل عند عودته لمصر وكانت اخر كلماته عند زيارته لشهداء دير الانبا صموئيل عندما جلس بجوارهم وهو يقول " يا بختكم أمتى أجى جنبكم ".

الانبا سيدارس ورحلة اعمار الدير
ويتحدث نيافة الانبا سيداروس اسقف عزبة النخل عن رحلة التعمير فى جنوب افريقيا، بانه أول شخص ذهب للارض الجديد بجنوب أفريقيا ،وكان وقتها ابونا عبد المسيح الصموئيلى يخدم مع الانبا انطونيوس مرقس، وايضا ابونا اسطفانوس الصموئيلى ، وجاء ايضا ابونا فيلبس الصموئيلى الذى كان يخدم فى زيمبابوى ، وبدأ فى التعمير عام 2007 ، حيث ظل بمفرده داخل الدير لخمسة أشهر ، قبل وصول ابونا بيسنتى الصموئيلى معه فى مارس 2008 .

وتابع الانبا سيداروس : قمت ببناء بعض القلالي والمضيفة وقاعة اجتماعات كبيرة وبعد صول ابونا بيسنتى، تم بناء كنيسة الدير و إقامة اول قداس هناك ، ثم وصل ابونا تكلا الصموئيلى فى يونيو 2008 ، وأسس مزرعة الدير من المواشى ، واضطررت للعودة لمصر عام 2009 للقيام بمهام بدير الأنبا صموئيل ، واستمر ابونا تكلا بمفرده بالدير حتى تم الاعتراف به عام 2013 ، وبدأ خدمة كبيرة فى الكرازة بجنوب افريقيا وتم التوسع فى بناء الكنائس

كشف احد الخدام بجنوب افريقيا، ان بعد الاعتراف بالدير بداء القمص تكلا قبول طلبى الرهبان ، وكشف ان القمص صموئيل المشتبه فيه فى الحادث، كان من الوافدين على الدير وتم رسامته راهبا بأستراليا قبل الاعتراف بالدير مع راهب أخر، وفى 2019 ، تم سيامة اربعة رهبان ، هم الراهب يسطس والراهب مينا والراهب مرقس والراهب ميخائيل، وعاد الراهب مرقس بعد فترة لظروف صحية للعلاج ، أما الراهب ميخائيل " مايكل " فسافر غانا منذ خمسة أشهر للخدمة هناك وتبقى الراهب مينا والراهب يسطس مع القمص تكلا والقمص صموئيل.

وتابع جاء سعيد للدير العام الماضى مع طالب للرهبنة اخر يدعى جوزيف، ولكن الاخير عاد لمصر بعد 6 أشهر لأسباب خاصة به وتبقى سعيد بالدير، ليكشف عن نفسه بسلوك ومشكلات مع الجميع، مما دفع القمص تكلا بطلب عودته لمصر .

الانبا جوزيف الكنيسة بنيت على صخر
سافر نيافة الانبا جوزيف أسقف ناميبيا وتوابعها الى جنوب افريقيا بناءا على طلب قداسة البابا لمتابعة الوضع مع نيافة الانبا بولس والقمص اليشع رزق، علق نيافته على الحادث ،قائلا " القضية الان أمام جهات التحقيق وننتظر كشف التفاصيل ربما فى الجلسة القادمة، بعد تأجيل القضية وهو أمر يختص بجهات التحقيق ، ولكن ما اريد ان نقوله لابنائنا أن الكنيسة مرت وستمر بفترات صعبة ولكنها تجاوزت كافة الأزمات لتعود أقوى من سابقها لاننا نثق فى الله الذى يحميها ، ولكن لابد ان تحدث عثرات من حين لاخر طالما نعيش على الأرض ، وطالما يعمل الشيطان والشر من أجل كسر المحبة، ولكن كنيستنا بنيت على صخر لا تهتز وعلى اولادنا الثقة فى الله و كنيستنا رجالها .

وتابع نيافته : اريد ان يفهم الجميع أن الوحيد الذى لم يخطىء هو السيد المسيح، فنحن جميعا لنا أقات ضعف،وأن ما حدث يعطينا علامة أننا جميعا نطلب التوبة من رب المجد، فنحن كبشر نتألم لهذا الحادث الاليم ولكن نفرح لاخواتنا الشهداء لان سيرتهم عطرة بجنوب افريقيا و أنهم فى مكان أفضل ، و نثق أن الله يدير الأمور، ولكن علينا أن نصلى دائما من اجل التوبة ، وان نراجع انفسنا حتى الاثنين المتهمين الان امام المحكمة، فاذا ثبت تورطهم، أمامهم فرصة لطلب التوبة فالمسيح غفر للص على الصليب ، ونثق ان كنيستنا تمتلىء بالقديسين فى البرية، وان خطأ فرد أو اثنين لا يهز ايماننا بكنيستنا أو رجالنا، ونحن نصلى دائما للجميع لان قلب الانسان المسيحى لا يجب ان يحمل الكراهية .

وأشار نيافته أن الان يتم ترتيب الأمور فى إيبارشية جنوب افريقيا، وقداسة البابا بحكمته يتابع الأوضاع بصفة مستمرة ، ،وارسله مع نيافة الانبا بولس والقمص اليشع لمساندة نيافة المطران،كما تحدث قداسته مع نيافة الانبا انطونيوس وقدم كل الدعم والمساندة له ، ان القمص اليشع الذى خدم من قبل بجنوب افريقيا سيظل فى الايبارشية لفترة بجوار نيافة المطران لترتيب الاوضاع ، لاسيما ان يحمل جواز سفر يسمح له بالبقاء لفترة طويلة.

وذكر نيافته ان السفير احمد الفضالى بجنوب افريقيا وأعضاء السفارة قاموا بدور كبير منذ الحادث ، وايضا سفراء الدول الاخر الذين قدموا العزاء للكنيسة مثل السفير الاردنى والكويتي وممثل البعثة الفلسطينية، وتتابع السفارة المصرية مع وزارة الشرطة تفاصيل التحقيق ،وحتى الان لم يصدر قرار نهائي بالادانة للاثنين المشتبه فيهم ، وانه يثق فى سير التحقيقات وبشفافية وتعاون بين الجميع .

وحول عملية تأمين الاديرة والكنائس فى افريقيا قال نيافة الانبا جوزيف انه من المفترض انه على سبيل المثال فى ايبارشيته يتم بناء سور مرتفع حول كل كنيسة قبطية ، ووضع أجهزة إنذار كهربائية فى حالة  اى اختراق ، واشعال الاضاءة ليلا ، وعدم خروج ليلا كنوع من الوقاية من اجل حماية المتواجدين سواء كهنة او عمال ولكن فى النهاية الله ، فنحن نقوم بما علينا ودائما نحن فى يد الله والحقيقة ان الأمور فى هذه المجتمعات المتواجدة بها الكنيسة القبطية هى أوضاع طيبة وعلاقات طيبة مع الجميع، ولم تحدث مشكلات سابقة .

أسر الرهبان وحكايات الرهبنة
عبرت اسر الشهداء الرهبان عن حزنهم لهذا الحادث الاليم ولكنهم يثقوا ان الراهب الذى ترك العالم من اجل المسيح هم الان مع المسيح .

القمص تكلا الصموئيلى
ولد أيوب عطية مسعود، يوم ٧ ديسمبر ١٩٥٩ في قربة أولاد ألياس، مركز صدفا،  محافظة أسيوط، وحصل على بكالوريوس الطب البيطري جامعة أسيوط ١٩٨٣، عمل في معهد بحوث الحيوان بالدقي، بالقاهرة، ترهب يوم ١١ أبريل عام ١٩٨٧ في دير القديس الأنبا صموئيل المعترف بجبل القلمون، نال درجة القسيسية في ٣٠ مارس ٢٠٠١ ونال رتبة القمصية يوم ٢٠ يونيو ٢٠١٤.

وتحدث يوسف شقيق القمص تكلا  ان قدس ابونا خدم أكثر من 40 عاما بداية من دير الانبا صموئيل ، ثم جنوب افريقيا وترك اثر كبير فى الافارقة أنفسهم ، الذين أصيبوا بصدمة لان ابونا تكلا كان محبًا للجميع ، ويتمتع بحضن أبوي وساهم فى توسيع خدم الكرازة بجنوب افريقيا،وان الحادث كان صادم للجميع مشيرا ان ابونا كان فى زيارة لمصر الشهر الماضى، ودائما ما يتواصل معهم .

وكشف ان محبة القمص صموئيل أنه سبق وتعرض لهجوم مسلح من ستة أفراد قبل عدة أعوام بهدف السرقة دون ارتكاب اى جريمة لانهم لم يجدوا اى شىء بالدير ليسرق  ، مرة اخرى تم القبض على سارق، واعتدى العمال عليه وابلغوا الشرطة ولكن ابونا تكلا احتضانه واطعمه ، حتى ان السارف عاد ليقدم توبته وتعجب من احتواء ومحبة ابونا والكنيسة .
 
الراهب مينا افا ماركوس
قال امير نصرى شقيق الراهب مينا افا ماركوس، ان الاسرة تلقت صدمة كبيرة بمقتل شقيقهم الراهب مينا، وانهم شاهدوا الخبر عن طريق وسائل الاعلام، وان شقيقه اسمه العلمانى شوكت نصري مريد من مواليد ٣ يناير ١٩٨٤ في قرية دير النغاميش، مركز دار السلام  سوهاج وحصل على دبلوم صنايع عام ٢٠٠٢، وهو أخ لثلاثة أبناء وخمس فتيات، وعمل لفترة بدير العذراء السريان بوادى النطرون ، ثم عمل فترة بدير الملاك بنقادة بقنا ودير العذراء أخميم قبل سفره الى ايطاليا ثم سفره الى جنوب افريقيا عام 2017 كطالب رهبنة .

واضاف أن شقيقه أختار طريق الرهبنة والحياة مع الله، وتم رهبنته فى ديسمبر عام 2019 باسم الراهب مينا،وانه اخر زيارة لهم فى عام 2021،وكشف الامير ان الراهب مينا اتصل بهم مساء الاثنين قبل الحادث بساعات قليلة ليطمئن عليهم، وكانت الصدمة بنبأ وفاته صباحا، وعاد الامير يقول انه شقيقهم اعطى حياته للمسيح وهو الان معه .

الراهب يسطس
عبر والد الراهب يسطس افا ماركوس ،عن حزنه لهذا الحادث، وأن تعزيته أن ابنه مع المسيح منذ اختار طريقه للرهبنة وترك العالم
وأضاف أن ابنه من مواليد 1981 واسمه قبل الرهبنة علاء مفيد توفيق، وهو خريج كلية تربية علوم جامعة أسيوط ، وهو شقيق لاخ وبنيتن ، وسافر الى جنوب أفريقيا عام 2007 ، للعمل هناك ، وكان يتردد على الكنيسة والدير بصفة مستمرة ، حتى قرر أن يختار طريق الرهبنة ، والتحق بالدير عام 2017 ، وتم الوضع عليه فى ديسمبر 2019 ليترهبن باسم يسطس .

وأضاف ابنى زرانى منذ عامين بعد رهبنته، ودائما يتصل بى أسبوعيا ، وكان اتصاله قبل اسبوع من الحادث ، ولم يشير من قريب ولا بعيد لاى مشكلات معه ، ولم نتوقع ان يقع الحادث بهذه الطريقة ولكن فى النهاية مع المسيح منذ دخوله للرهبنة