الأقباط متحدون - الإخوان المسلمين في إسرائيل من رفض الدولة إلى المشاركة في حكومتها
  • ٠٠:٣١
  • الأحد , ٦ يونيو ٢٠٢١
English version

الإخوان المسلمين في إسرائيل من رفض الدولة إلى المشاركة في حكومتها

مؤمن سلام

مساحة رأي

٤٩: ٠١ م +00:00 UTC

الأحد ٦ يونيو ٢٠٢١

 حسن البنا
حسن البنا
مؤمن سلام
كانت فلسطين مع سوريا من أوائل الدول التي أسس فيها الإخوان المسلمين فروع لهم منذ أيام حسن البنا. حيث أرسلت الجماعة عام 1932 (بحسب ويكي إخوان) أى بعد 4 سنوات من تأسيسها، وفداً لنشر الدعوة خارج مصر بدأ بفلسطين، ومنذ ذلك الحين أصبح الفكر الإخوان حاضر في فلسطين، حتى أن الإخوان يدعون دور لهم في ثورة 1936 بقيادة عز الدين القسام.
 
بعد حرب 1948 وقيام دولة إسرائيل تغير وضع الإخوان المسلمين في الضفة الغربية حيث أصبح الإخوان مواطنين أردنيين فاندمجوا في التنظيم الأردني. وفي قطاع غزة، نجحت الجماعة أن تكون الظاهرة السياسية الأولى حتى عام 1955 وذلك بفعل العلاقات الحسنة التي ربطت عبد الناصر بالإخوان المسلمين، فيذكر حاتم يوسف أبو زايدة في كتابه "جهاد الإخوان المسلمين في فلسطين حتى عام 1970" أن عددالإخوان في قطاع غزة عام 1954 بلغ 400 عضو في مدينة غزة وحدها، وما بين 100 و 200 عضو في شُعب القطاع الأخرى أغلبهم من اللاجئين، عندما حظر عبد الناصر التنظيم في غزة مثل بقية مدن مصر. 
 
الإخوان في إسرائيل
أما داخل إسرائيل فلا يوجد أى معلومات عن النشاط الإخواني داخل إسرائيل حتى عام 1967، حيث تبدأ القصة مع هزيمة 1967 واحتلال الضفة الغربية وقطاع غزة عندما بدأ الإتصال بين فلسطيني إسرائيل وفلسطيني الضفة وغزة. فبعد الحرب بعامين، أى عام 1969، انتسب الشيخ عبد نمر درويش 1948 - 2017 (عضو سابق بالحزب الشيوعي الإسرائيلي "راكح") الى المعهد الإسلامي في نابلس، ليتحول إلى واعظ في المساجد يستوحي أفكار مواعظه في الغالب من فكر الاخوان المسلمين، ومن مفكرين مثل جمال الدين الافغاني ومحمد عبده وعمر التلمساني المرشد الثالث للإخوان المسلمين. وبدأ نشر كتيبات تحمل أفكاره ويوزعها على أهالي القرى العربية وراح يدعو في خطبه وأحاديثه الى العودة الى الإسلام باعتباره "عقيدة وشريعة ونظام حياة".
 
 في عام 1971، أسس الشيخ درويش أول نواة لما يُعرف باسم "الحركة الإسلامية" في بلدة كفر قاسم.. وقبل حلول العام 1979، كانت الحركة الإسلامية الوليدة قد انتشرت في القرى المجاورة مثل جلجولية والطيبة والطيرة والى مناطق أبعد مثل أم الفحم والناصرة وقرى الجليل والنقب. إلا أن الفكرة العامة السائدة في كل فروع الحركة، حتى ذلك الوقت، كانت تقوم على "نشر الدعوة وحث الناس على التقوى". ولم تكن توجد بين هذه التجمعات أي بلورة عقائدية أو تنظيمية، تدل على حركة سياسية، ذات أطر وطروحات سياسية.
 
وطوال السبعينيات، واصل المد الإسلامي في إسرائيل تقدمه، وكان العام 1979 عام الصحوة الإسلامية قمة التقدم في الأسلوب والعمل في آن. كما كان صعود الخميني في إيران له مفعول السحر في دفع عجلة الحركة الإسلامية، بحيث بدأ بعض أعضاء الحركة من الراديكاليين بمزيد من التحرك، أي بالانتقال من مرحلة التثقيف الديني لنشر الدعوة، الى تشكيل تنظيم يقوم على الجهاد. وهكذا بادر فريد أبو مخ من بلدة باقة الغربية الى تنظيم "اسرة الجهاد" أواخر عام 1979، وهي منظمة سرية هدفها تحرير فلسطين بالجهاد المسلح، وشن حرب اقتصادية ضد المؤسسات الإسرائيلية وضد الممتلكات اليهودية. وقد أُعتقلوا جميعاً لاحقاً وحُكم على فريد أبو مخ بالسجن 15 عام وعلى الشيخ نمر درويش 3 سنوات. وبعدها تخلت الحركة عن السلاح تماماً واعتمدت العمل الدعوي والسياسي.
 
نشأت الحركة الإسلامية، وتبنت فكرًا منبثقًا من فكر الإخوان المسلمين؛ فاهتمت بإنشاء البنية التحتية المتمثلة في المعاهد الدينية والمؤسسات والنوادي والعيادات الطبية ورياض الأطفال… هذه المنشآت أصبحت مراكز دعوة إلى الدين وغرس تعاليمه في نفوس الشباب الفلسطيني منذ نعومة أظافرهم، فنشأ جيل من الشباب الملتزم تجاه الحركة الإسلامية الذي يرى أن حل القضية الفلسطينية يرتبط بمبدأ الحركة "الإسلام هو الحل".
موقف إخوان إسرائيل من السلام الفلسطيني الإسرائيلي
 
قال الشيخ عاطف الخطيب (قبل اتفاق أوسلو): "إنهم لا يمانعون حلا وسطا مع المنظمة (منظمة التحرير الفلسطينية) يجرى من خلاله تحرير أي بقعة من فلسطين وإقامة السيادة الفلسطينية عليها".
أما نمر درويش فكان يقول: "إنهم يقبلون بالحل السياسي الذي يتم التوصل إليه عن طريق التفاوض بين القيادة الشرعية للشعب الفلسطيني ودولة إسرائيل، إنهم يقبلون بإقامة دولة فلسطينية على أي جزء من فلسطين، حتى لو كانت هذه الدولة في مدينة واحدة".
 
المشاركة السياسية
ضمن سعيها لتحسين أحوال فلسطينيي إسرائيل شاركت الحركة الإسلامية منذ عام 1984 في انتخابات المجالس المحلية العربية، أما انتخابات الكنيست فقد رفضت الحركة الإسلامية في بداية الأمر المشاركة فيها؛ لأن ذلك يعني إضفاء الشرعية من قبلها على دولة إسرائيل.
 
إلا أن موقفها من إنتخابات الكنيست بدأ في التغير مع انتخابات عام 1992 فعلى الرغم من أنها لم تخض الانتخابات إلا أنها أجازت التصويت للقوائم العربية. وذلك في أعقاب مؤتمر مدريد للسلام عام 1991، واشتراك منظمة التحرير في مفاوضات السلام مع إسرائيل وصولاً لإتفاق أوسلو عام 1993.
 
ومع إنتخابات عام 1996 بعد مقتل رئيس الوزراء اسحاق رابين على يد متطرف يهودي، قرر مجلس شورى الحركة خوض إنتخابات الكنيست بأغلبية صوتين، ما أدى إلى حدوث إنقسام الحركة الإسلامية إلى جنوبية معتدلة مع المشاركة في الإنتخابات والإنخراط في الحياة السياسية الإسرائيلية، بقيادة الشيخ عبد الله نمر درويش الشيخ المؤسس، ودعمه الشيخ عاطف خطيب. وهذا التيار أكثر وضوحا وعلانية في التعبير عن دعمه لعملية السلام واتفاق أوسلو، وذو علاقات قوية بالسلطة الوطنية الفلسطينية.
 
أما التيار المعارض وهو الجناح الشمالي فتزعمه الشيخ رائد صلاح الذي كان يشغل منصب رئيس بلدية أم الفحم، وهو يرفض المشاركة في انتخابات الكنيست مدعوماً من الشيخ كمال الخطيب. وهو يقيم علاقات قوية بالحركات الإسلامية في الضفة والقطاع، وكان موقفه من الانتخابات العامة الإسرائيلية وسطًا بين رفض المشاركة فيها كحركة مع السماح لأنصار الحركة بالتصويت فيها لبناء قوة تصويت فلسطينية، وقد حافظ هذا التيار على علاقات جيدة بالدولة الإسرائيلية بعد أن أصبح يحكم العديد من البلديات كي يحصل على موارد لتمويل المشاريع التطويرية المحلية والخدمات. وقد انقسم هذا التيار لاحقاً، ليظهر تيار أكثر تشدداً بقيادة كمال الخطيب، يرفض المشاركة والتصويت في الإنتخابات.
في يوم الثلاثاء 17 نوفمبر 2015، أصدرت الحكومة الإسرائيلية قرارا بحظر الحركة الإسلامية(الجناح الشمالي).
 
إسقاط نتنياهو
نجح بنيامين نتنياهو في البقاء في السلطة بشكل متواصل لمدة 12 عام منذ عام 2009 إلى عام 2021، وذلك بفضل التحالف مع قوى اليمين المتطرف القومي والديني، وبفعل انقسام اليسار الإسرائيلي ورفض الأحزاب الفلسطينية المشاركة في أى إئتلاف سياسي يستطيع التخلص من نتنياهو.
 
إلا أن هذه المرة، وبعد رابع انتخابات إسرائيلية في خلال عامين، نجح خصوم نتنياهو في تنحية خلافتهم جانباً والإتفاق على تشكيل وزارة تطيح بنتنياهو وربما تُرسله إلى السجن في قضايا فساد، إلا أن أهم ما يُميز هذا الإئتلاف هو كسر أحد الأحزاب الفلسطينية لتقليد رفض المشاركة في أى إئتلاف حكومي إسرائيلي عندما وقف منصور عباس السياسي الإسلامي من فلسطيني إسرائيل مبتسما إلى جوار نفتالي بينيت، الزعيم اليهودي من اليمين المتطرف وحلفائه بعد لحظات من الموافقة على توليه رئاسة الوزراء.
 
وبهذا ستصبح القائمة العربية الموحدة (ائتلاف سياسي يشمل أحزاب سياسية عربية من عرب إسرائيل، تم تأسيسها عام 1996 بعد قرار الحركة الإسلامية في إسرائيل، خوض الانتخابات البرلمانية للكنيست) أول حزب ينتمي للأقلية العربية التي تمثل 21 % من سكان إسرائيل يشارك في حكومة إسرائيلية. 
 
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد