الأقباط متحدون - الصراع المجتمعي بين المتصهينين و المستعربين
  • ٠٩:٠٦
  • الاربعاء , ٩ يونيو ٢٠٢١
English version

الصراع المجتمعي بين المتصهينين و المستعربين

شريف إسماعيل

مساحة رأي

١٣: ٠٤ م +00:00 UTC

الاربعاء ٩ يونيو ٢٠٢١

اسرائيل و فلسطين
اسرائيل و فلسطين
شريف اسماعيل

 

الصراع المجتمعي بين المتصهينين و المستعربين. .. حالة من الانشقاق و التخبط  في المشهد الاسرائيلي ، الكل يزايد علي الاخر ، فمواقف  عرب اسرائيل بين المؤيد و المعارض كلا من  المعسكرين يخون الاخر و يتهمة بالعمالة لصالح المعسكر المقابل ، فهناك تيار يدعم التفاعل مع القضايا السياسية كمواطن اسرائيلي و يري انه من الضرورة المشاركة في الحياة  السياسية  بمختلف اشكالها ، "الأحزاب ، الانتخابات ، الكنيست " و حتي يكون هناك صوت فئوي يمثلهم و يطالب بحقوقهم امام الدولة و يسمح لهم بعرض وجهة نظرهم ومطالبهم تجاه مختلف القضايا و التي تمس مصالح و مصير  عرب اسرائيل .

 

  و علي العكس ، هناك تيار من عرب اسرائيل  يؤمن بضرورة المقاطعة الكاملة و يُتهم المتفاعلين مع القضايا الوطنية بالخيانة و عارض مشاركة القائمة الموحدة في الائتلاف الحكومي و يعارض أسقاط نيتنياهو ، ايمانا  بفكرة " لا دخل لنا " ،و  عملا بمبدأ ان كل الاسرائيلين أوجه لعملة واحدة ، هذا التيار يعارض بهدف المعارضة و بهدف الخروج من الحياة السياسية بأسرائيل و حتي لا يتحمل تاريخيا وزر قرارات  أية حكومة صهيونية متطرفة و يظهر دائما بمظهر المغلوب علي أمرة، فهذا التيار ضد المشاركة في الحكومة او الكنيست او الأحزاب السياسية ،  مع العلم ان هذا التيار يحمل الجنسية الاسرائيلية و يعيش تحت وطئة حكومة اسرائيلية و يحكمة الدستور الاسرائيلي و يعاني من العنصرية و  تداعيات قانون القومية و يعاني من الظلم و الاضطهاد في مختلف قطاعات دولة اسرائيل         " المحليات و التعليم و الصحة و تهويد الدولة !! " نحن امام ازدواجية في الهوية و العقيدة !! السؤال هل الهروب من الواقع هو الحل !! أم  نحن امام نظرية سياسية جديدة !! هل الانزواء و أنكار الواقع سيحل أزمة الوطن !!! مجرد أسئلة تطرح نفسها ،
 
وفي الجهة المقابلة نجد ان هناك خلافات  و صدامات و تحريض بين المعسكرين الصهيونيين فكل يزايد بتطرفه علي مواقف الاخر فالليكود و الصهيونية اليمينية و الأحزاب الدينية يعارضون بشتي الطرق تشكيل حكومة أئتلافية يشارك فيها احزاب عربية و يعتبرون ان هذا التحالف يصل لحد جريمة الخيانه العظمي لدولة اسرائيل و هو بداية مرحلة جديدة من التعايش مع فريق في نظرهم يمثل الخيانه و التأمر علي دولة صهيون و يمثل الخطر الأعظم علي بقاء هذة الدولة ، وصل الي حد التحريض و  الفوضي و الدفع لسياسة الارض المحروقة ، بينما يري المعسكر الاخر و عملا بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة فبغض النظر عن طبيعة التحالفات بين شخصيات الأكثر يمينية كبينت و جدعون ساعر وليبرمان مع احزاب اليسار  و احزاب عربية ، فالهدف هو أسقاط نيتنياهو و إقصاؤه عن الحكم ، ثم يأتي لاحقا فكرة اعادة الحسابات و تعديل المواقف فليس علي المنظور القريب ان يتأثر فكر اليمين الائتلافي بمنظور التعايش و القبول بالاخر و التخلي عن حلم دولة صهيون و الدولة اليهودية ، فأسرائيل من ذلك المنظور مقبلة علي مرحلة جديدة في مظهرها الخارجي و لكنها في حقيقة الامر في باطنها   هي مرحلة صادمة و صعبة ، لاسيما و ان فكر الادارة الامريكية " الديمقراطي " ، لا يمكن ان يخرج عن المخطط الصهيوني و يؤمن بيهودية الدولة و يخطط لها كأسس لحل الدولتين او لأية مفاوضات مقبلة أسرائيلية فلسطينية ....
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد