الأقباط متحدون - حكاية الرجل الذي يحاول تحسين صناعة الملابس الداخلية النسائية في باكستان
  • ١٠:٢٦
  • الاثنين , ١٤ يونيو ٢٠٢١
English version

حكاية الرجل الذي يحاول تحسين صناعة الملابس الداخلية النسائية في باكستان

منوعات | إيلاف

١٤: ٠١ م +00:00 UTC

الاثنين ١٤ يونيو ٢٠٢١

حكاية الرجل الذي يحاول تحسين صناعة الملابس الداخلية النسائية في باكستان
حكاية الرجل الذي يحاول تحسين صناعة الملابس الداخلية النسائية في باكستان

 ثمة العديد من الأماكن التي قد يتوقع المرء أن يمنعه حراس الأمن من دخولها. ولكن في باكستان، قد يكون هذا المكان متجرا للملابس الداخلية حيث يكون السبب وراء ذلك مزيجا من التحريم الاجتماعي "التابو" وقلة عدد النساء في مراكز صناعة القرار في هذه الصناعة، ما يجعل بقاء الملابس الداخلية المريحة وعالية الجودة حكرا على الأغنياء.

 
فقد وجد مارك مور نفسه قبل 15 شهرا في موقف :يعترض طريقه رجلان عند مدخل متجر به نوافذ عرض ملونة في العاصمة الباكستانية إسلام أباد. وقد منعاه من الدخول متسائلين: ماذا؟ هل تعتقد أنه بوسعك دخول متجر للملابس الداخلية النسائية؟
 
لكنهما سمحا له بالدخول عندما كذب صديق مور زاعما بأنه دبلوماسي يشتري ملابس داخلية لزوجته.
 
حقائق عن باكستان
لكن رجل الأعمال المولود في ليستر ببريطانيا كان، في الواقع، يجري بحثا يأمل أن يساعده في إكمال مهمته وهي تقديم ملابس داخلية مريحة وعالية الجودة وبأسعار معقولة للنساء الباكستانيات.
 
والمشكلة أن حراس الأمن ليسوا إلا واحدا من العوائق التي تعترض طريقه.
فعلى المستوى الأساسي، يتعلق الأمر بحقيقة أن الرجال والنساء لديهم أفكار مختلفة تماما عندما يتعلق الأمر بالملابس الداخلية. وعندما يتعلق الأمر بالرجال، فإن ذلك يعني عموما أن تكون الملابس الداخلية"مثيرة ومغوية"، كما يوضح مور.
 
وقال مور:"إن الرجال يتحدثون ويقررون نوعية الأربطة والأقمشة الشفافة وما إلى ذلك، بينما تريد النساء الراحة والموثوقية للمنتج الذي يستخدمنَّه".
 
وبالنسبة لغالبية النساء في باكستان، غير القادرات على تحمل تكاليف المواد المستوردة باهظة الثمن، فإن هذه الراحة والموثوقية أمر لا يسعهن إلا أن يحلمن به، فمن المعروف أن معظم الخيارات ذات الأسعار المعقولة تحتوي على مشابك تصدأ وأسلاك داخلية حادة تفلت من عقالها لتنخز جلد من ترتديها.
 
حكاية خمس قطع ثياب ارتدتها نساء لإحداث تغيير
وقالت هيرا إينام، البالغة من العمر 27 عاما وهي تقف خارج سوق أناركالي في لاهور، لبي بي سي: "لم أجد مقاسي أو شكل حمالة الصدر الذي أريده طوال السنوات العشر الماضية، والمواد غير جيدة في كثير من الأحيان، إنها تسبب حكة باستمرار، وفي حالة التعرق أعاني من طفح جلدي تحت حمالة الصدر لأن المادة غير مريحة".
 
وترددت أصداء كلماتها لدى أخريات في السوق أيضا.
وتقول امرأة أخرى رفضت الكشف عن هويتها: "لقد أنفقت الكثير من المال والوقت والطاقة من أجل العثور على حمالة صدر تناسب بشرتي أو تكون مريحة لبشرتي، لكنني فشلت حتى الآن، فالأسلاك هي أول شيء يخرج ويمكن أن تضر الجلد حقا إذا لم تكوني حريصة".
لذلك من الواضح أن الطلب على الملابس الداخلية عالية الجودة وبأسعار معقولة موجود، ومع ذلك، فإن منتجات مور، التي يتم تصنيعها في مصنع في فيصل أباد حيث يوجد مركز صناعة المنسوجات في باكستان والمستوحاة من سنوات عمله في سلسلة متاجر ماركس آند سبينسر وديبنهامس البريطانية، لم تعرف طريقها للسوق بعد.
 
لكن لماذا؟
كبداية، لا يعرف الكثير من الناس عن منتجات مور شيئا، فقد ثبت أن التسويق لنساء باكستان صعب بعض الشيء، ذلك أن مناقشة الملابس الداخلية في الساحة العامة من المحرمات.
 
وقد ثبت، بمرور الوقت، أن الكلام الشفهي هو المفتاح. فقبل 30 عاما، كان بإمكان تجار التجزئة الذين يقدمون ملابس داخلية جيدة الجودة ومجهزة جيدا في سوق "بازار مينا" في كراتشي الاعتماد على زيادة فورية تقريبا في المبيعات بناء على التوصيات الشخصية.