الأقباط متحدون - طارق حجي يكشف عن القصيدة التي كتبها البابا شنودة وجعلته يهجر العالم ويختار الرهبنة
  • ٠٧:٤٣
  • الاربعاء , ١٦ مارس ٢٠٢٢
English version

طارق حجي يكشف عن القصيدة التي كتبها البابا شنودة وجعلته يهجر العالم ويختار الرهبنة

٠١: ٠٧ م +00:00 UTC

الاربعاء ١٦ مارس ٢٠٢٢

طارق حجي- البابا شنودة
طارق حجي- البابا شنودة
كتب - محرر الاقباط متحدون ر.ص 
كشف الكاتب والمفكر طارق حجي، عن انه كتب كتاب غير منشور يحمل عنوان " بلا نظير" عن المتنيح البابا شنودة الثالث.
 
مضيفا عبر صفحته على فيسبوك :" 
من الفصلِ العاشرِ وعنوانه "شاعرُ الكتلةِ : نظير جيد"
 .. فى لقاءٍ مع البابا شنودة فى دير الأنبا بشوي في  برية شيهت (وادي النطرون) وهو اللقاء الذى تواصل لتسع ساعات بدأ بالإفطار مع البابا وإستمر لما بعد العشاء !.
 
قلتُ له : تخرجت فى جامعة فؤاد الأول بليسانس آداب / تاريخ فى صيفِ 1947 وتركتَ كلَ شيءٍ فى صيفِ 1954 عندما صرتَ الراهب أنطونيوس السرياني بدير الأنبا بشوي. وخلال السنواتِ السبع التى كانت بين تخرجِك ورهبنتِك تعددت أنشطتُك  فكنت سياسياً وعضواً بحزبُ الكتلةِ الوفديةِ ومقرباً من رئيسِ الحزب مكرم باشا عبيد وكنت مدرساً وصحفياً وشاعراً وكلها أنشطةٌ تدل على طموحاتٍ كبيرةٍ  والطموح هو نقيض الرهبنةِ فما الذى حدث وتسبب فى هجرِك لكل تلك الأنشطةِ و
للطموحِ ؟
 
ففى يوم 18 يوليو 1954
أنزلتك سيارةٌ فى المكانِ الذى نسميه اليوم
الرست هاوس 
ثم مشيت على قدميك
مسافة 12 كيلومتراً
ووصلتَ للديرِ الذى ترهبنتَ فيه 
أيّ دير السريان. 
 
ما الذى جعل الشاب المؤرخ الصحفي المدرس السياسي الشاعر يهجرَ كلَ شيءٍ ويصبح الراهبُ أنطونيوس السرياني ؟
نظرَ البابا لي
نظرته
التى تقول الكثيرَ عن عمقِه الوجداني
وتلألأت حدقتُاه بالدموعِ
ثم قال لي :
 
هناك قصيدة كتبتُها سنة 1948
ستعطيك الإجابةَ الوافيةَ عن سؤالِك
الذى لم يوجهه لي أحدٌ غيرك
 
ثم شرع البابا
يقرأ مرتجلاً
اقصيدته البديعة 
"وماذا بعد هذا"
والتى مطلعها كالتالي :
سأهدم في المخازن ثم أبني / وأجمع فضتي وأضم تبري
أغرس لي فراديسا كبار  / بأثمار وأطيار وزهر
وأقطف رودة من كل غصن  / وأطرب مسمعي من كل طير
وأسعد بالحياة ومشتهاه /  وأنعم في رفاهية وخير
وأبني معبدا للمال ضخم  /  أقدم فيه قرباني وشكري
وماذا بعد هذا ليت شعري؟  / سألقي الموت مهما طال عمري
وهذا المال يا ويحي عليه   / سأترك كل أموالي لغيري
وأفني مثل مسكين فقير  / وأرقد مثله في جوف قبر
ونسمة قبره ستهب حولي  / ولا تفريق بين غني وفقر