الأقباط متحدون - الأنبا يوساب الأبح أسقف جرجا ( 1735- 1826 )
  • ٠٣:١١
  • الخميس , ٢٦ يناير ٢٠٢٣
English version

الأنبا يوساب الأبح أسقف جرجا ( 1735- 1826 )

ماجد كامل

مساحة رأي

٠٠: ١٢ ص +00:00 UTC

الخميس ٢٦ يناير ٢٠٢٣

الأنبا يوساب الأبح أسقف جرجا
الأنبا يوساب الأبح أسقف جرجا
إعداد/ ماجد كامل 
تحتفل الكنيسة القبطية يوم 17 طوبة من الشهر القبطي الموافق 25 يناير من الشهر الميلادي  بتذكار نياحة القديس الأنبا يوساب الأبح ؛ وعن القديس يوساب الأبح فهو وبحسب رواية السنكسار القبطي ولد بقرية النخيلة من أبوين باريين ربياه علي محبة الفضيلة ؛ وعندما كبر أشتاقت نفسه  إلي حياة الرهبنة ؛ فتوجه  إلي دير  القديس العظيم الأنبا أنطونيوس في سن الخامسة والعشرين ؛ وهناك صار راهبا فاضلا . واظهر وداعة ومحبة للحياة النسكية إلي جانب علمه الغزير وخاصة في الأمور اللاهوتية . وفي أحدي  زيارات البابا يؤانس الثامن عشر  (  1770- 1769 )    ) بابا الكنيسة القبطية رقم  107  ؛ أستدعي الراهب  يوسف ودار بينهما حوار طويل  علم منه البابا مقدار علم الراهب ؛ فأستدعاه  إلي البطريركية وعهد إليه ببعض الأمور الإدارية التي قام بها علي أحسن وجه مما أكتسب ثقة البابا .فأرتاح له وقام برسامته أسقفا علي جرجا وأخميم وكان ذلك نحو سنة 1791  ؛ فأهتم بافتقاد الشعب وحسن رعايته ؛ كما قام بمقاومة الإرساليات الأجنبية التي بدأت تغزو الصعيد في تلك الفترة ؛ ولكثرة علم الأنبا يوساب كان البابا يؤانس يوكل إليه الرد علي رسائل بابا روما بأسانيده اللاهوتية العميقة .كما كلفه البابا بجولة تعليمية في الأقاليم المصرية لتثبيت المؤمنين في عقيدتهم الأرثوذكسية . وعندما بلغ مرحلة الشيخوخة عاد إلي دير القديس الانبا  أنطونيوس وتنيح هناك بسلام عن عمر يناهز الواحد والتسعين عاما ؛ وما زال جسده محفوظا في مقصورة بالدير ( السنكسار القبطي تحت يوم 17 طوبة ) ( لنا عودة تفصيلية لقصة اكتشاف جسده في نهاية المقالة ) .
ويذكر  اسحق الباجوشي   أنه عاصر خمسة من البطاركة هم  :- 
1-البابا يؤانس السابع عشر   ( 1727- 1745   ) بابا الكنيسة القبطية رقم 105 .
2-البابا مرقس السابع (  1745- 1796 ) بابا الكنيسة القبطية رقم 106 ؛ ترهب في عهده . 
3-البابا يؤانس الثامن عشر    (   1769- 1796  ) بابا الكنيسة القبطية رقم 107 ؛ سيم أسقفا في عهد وهو الذي رثاه عند موته .
4-البابا مرقس الثامن     (   1796- 1809 ) بابا الكنيسة القبطية رقم108 .؛ حيث شارك في سيامته وتجنيزه .
5-البابا بطرس السابع المعروف بالجاولي ( 1809- 1852  ) بابا الكنيسة القبطية رقم 109 ؛ حيث شارك في اختياره وتنصيبه ؛ وكان له  دور كبير في تأسيس مكتبة البطريريكية عام 1813 م .( الباجوشي :- نفس المرجع السابق ؛ صفحتي 108 و109 ) .
كما عاصر أربعة من الحكام والسلاطين هم :- 
1-سلطنة محود بن مصطفي سنة 1734 .
2-سلطنة عبد الحميد الأول سنة 1784 .
3-سلطنة سليم الثالث  سنة 1789 واحتلال الفرنسيين لمصر سنة  1798 .
4-فترة تولي محمد علي ( 1805-1848 ) .
( لمزيد من الشرح والتفصيل راجع :- الراهب زاخارياس الأنطوني ؛  يوسابيات ؛ الجزء الأول  ؛الصفحات من 19- 30  ) .
كما يذكر عنه الأستاذ   اسحق ابراهيم الباجوشي في الورقة المنشورة في مجلة التراث العربي المسيحي أنه شارك في عمل الميرون المقدس مرتين :- 
1-المرة الأولي عندما كان راهبا تلميذا للبابا يؤانس الثامن عشر ؛ وقام بإعداد المواد وشراء المكونات اللازمة  المعلم إبراهيم الجوهري والمعلم جرجس الجوهري ؛  وتمت   الصلاة في كنيسة السيدة العذراء حارة الروم . 
2-المرة الثانية عندما كان  أسقفا علي جرجا وأخميم في عهد البابا بطرس الجاولي ؛ حيث  أندلع حريق كبير في كنيسة حارة الروم مما  أدي  إلي جزء كبير منه ؛ وكان ذلك في  الكنيسة المرقسية بالأزبكية بمقر البطريركية ( لمزيد من الشرح والتفصيل راجع :- اسحق ابراهيم الباجوشي :- القديس الأنبا يوساب الأبح اسقف جرجا وكتاباته ؛ مجلة التراث العربي المسيحي – المركز الثقافي الفرنسيكاني ؛ يوليو 2017 ؛ صفحة 107 ) .
وحول  أصل لقب " الأبح " يذكر اسحق الباجوشي أنه يوجد رأيين :- 
1-الرأي الأول  يرجعه إلي لقب الأسرة والتي تنحدر أصولها إلي " يوحنا  الأبح " كاتب سر الخليفة المستنصر بالله (1029- 1049  ) الذي عاش في القرن الحادي عشر ؛ وهو  الذي جدد كنيستي أبو سرجة وأباكير ويوحنا بمصر القديمة .
2-الرأي الثاني يرجعه  إلي وجود بحة في صوته حسب رأي مجمع رهبان دير الأنبا انطونيوس  بسبب كثرة الوعظ ( الباجوشي :- نفس المرجع السابق ؛ صفحة 98 ) .
وتذكر المؤرخة الكبيرة إيريس حبيب المصري (1910- 1994  )  أنه كتب كتابا هاما بعنوان " سلاح المؤمنين " ضمنه أهم التعاليم الارثوذكسية  ؛ كما يوجد بالمكتبة البابوية بالقاهرة مخطوطة تتضمن 31 مقالة له موضوعاتها كالتالي :-
1-وجود الخالق مثلث الأقانيم .
2-تجسد السيد المسيح .
3-شرح آيات  "متي 18 :- 7 .
4-شرح متي 18 : 9 . 
5-شرح رومية 9 :6 .
6-شرح كورنثوس الأولي  الإصحاح 15 .
7-شرح الجامعة 24 :14 .
8-حديث موجه إلي الأقباط الذين تركوا كنيستهم .
9-الدينونة .
10-إلي أولئك الذين ينكرون قيامة الأبرار . 
11-إلي أولئك الذين سقطوا في خطايا كثيرة عن غير علم .
12-إلي بعض الأحباش الذين يزعمون أن الروح القدس دهن المسيح وأنه لهذا السبب دعي المسيح أبن النعمة . 
13-مجادلة مع فقيه مسلم .
14-إلي أولئك الذين يقيمون ولائم للشهداء ويستعينون فيها بالشعراء والمغنين ؛ وهم مع ذلك لا يعتنون بالفقراء والمعوزين .
15-عن المشاجرات والصخب في الكنائس .
16-عن صوم يومي الأربعاء والجمعة وعن تشاجر الكهنة بسبب الاعتراف .
17-مرثية عن البابا يؤانس المئة والسابع يوم نياحته ومعها مرثية عن ابراهيم الجوهري .
18-عن الغرور الذي يظهر في نفوسنا وعن علامات التواضع .
19-عن الاعتراف وعما يجب أن يعمله أبو الاعتراف مع التائبين . 
20- عن الأيقونات ردا علي سؤال وجهه ابن الياس البرماوي .
21-عن تيوس الماعز المشار إليها في لاوين 16 :- 5- 10 .
22- عن متي 15: 3 .
22-عن الصوم .
23-عن سلطان الظلمة .
24-عن صلاة سيدنا ليلة آلامه .
25-كيف يمكن لروح صموئيل  ان تظهر بأمر العرافة أمام شاول . 
26-التوبة والحل .
27-الكبرياء وحب السيطرة والتشامخ .
28-الصبر والمثابرة وقت التجارب والضيقات .
29-عن القيامة وعن معتقد  أشياع مجمع خلقيدون أن القديسين والشهداء سيكللون قبل قيامة الأجساد .
30- عن سقوط الشيطان وعصيان آدم وحواء  .
لمزيد من الشرح والتفصييل ( إيريس حبيب المصري :- قصة الكنيسة القبطية ؛ الجزء الرابع  ؛ الصفحات من 165 ؛ 166 ) .
وحول القيمة الأدبية لهذا الكتاب تذكر المؤرخة الكبيرة " وإذا القينا نظرة عابرة علي مختلف الموضوعات التي عالجها الأسقف الأخميمي لوجدنا أغلبها مما يمكن الانتفاع به في هذا العصر ؛ولأدركنا سعة الدراسات التي يقدمها والهدف الواحد الذي ترمي  إليه رغم تباين موضوعاتها . فهي دليل علي أنه من الآباء الذين أدركوا عظم مسئوليتهم فسعوا إلي الاضطلاع بها . ورسائله في الوقت  عينه دفاع عن كرامة الكهنوت القبطي  الذي حاول المبشرون الغربيون أن يقنعونا عن طريق  دعاياتهم بالعكس منها " ( نفس المرجع  السابق ؛ صفحة 166 ) .
ويذكر الراهب أثناسيوس المقاري أنه يوجد  حوالي 12 مخطوطة لهذا الكتاب موزعة ما بين مكتبات (  المكتبة الوطنية بباريس – المكتبة البطريكية بالقاهرة – دير الأنبا انطونيوس بالبحر الأحمر – دير  الأنبا مقار بوادي النطرون - ) ( راجع تفاصيل كل مخطوط بأرقامه في :- أثناسيوس المقاري :- فهرس كتابات آباء كنيسة الإسكندرية ؛ الكتابات العربية ؛ الجزء الثاني ؛ صفحتي 906 و 907 ) . 
ويذكر الراهب زاخارياس الأنطوني كتابا آخر بعنوان " الدرج " يحوي علي مجموعة متنوعة من العظات والتعاليم نقرأ بعض منها في  الأعياد السيدية ؛ وآحاد الصوم الكبير ؛ وذكر منها :- 
1-عظات آحاد الصوم الكبير . 
2-عيد  الصعود .
3-صوم  الميلاد .
4-عيد الميلاد .
5-عيد الغطاس .
6-صوم يونان .
7-أهمية الصلاة والسهر الروحي . 
8-سلطان الكهنوت في الحل والربط .
7-من أجل قساوة القلب . 
8-من أجل العفة والطهارة . 
9-الرحمة مع المساكين . 
( راجع القائمة بالكامل في :- زاخارياس الانطوني ؛ مرجع سبق ذكره ؛ صفحة 99 ) . 
كما يذكر الراهب أثناسيوس أيضا أنه توجد مؤلفات أخري له موجودة في مجموعة كتابات البابا يؤانس الثامن عشر ؛ حيث نجد خطابا من الأنبا يوساب الأبح للبطريرك ؛ يعرض فيه بعض المشاكل التي تخص السلوك الكنسي ؛ ويرد عليه البطريرك ( نفس المرجع السابق ؛ صفحة 915 ) .
ويبقي لنا في نهاية المقالة ذكر قصة إكتشاف جسده المقدس ؛ يذكر المتنيح الأنبا فيلبس مطران الدقهلية أنه ظلت تربطه علاقة عضوية بالدير ؛ فلقد كان يمضي ثلاثة شهور في المقر البابوي لإنجاز المهام المكلف بها من البطريرك ؛ وستة شهور في ايبارشيته يتفقدهم ويثبتهم في الإيمان المستقيم ؛ أما الثلاثة الشهور الأخري فكان يقضيها في رحاب دير القديس العظيم الانبا انطونيوس ؛ حيث كان يدفن نفسه ببين بطون الكتب والمخطوطات ما بين باحث وناسخ ومؤلف ( زاخارياس الأنطوني :- صفحة 13 ) . 
وفي حوار خاص لنيافته مع الراهب زاخارياس ؛ يذكر أنه تم اكتشاف الجسد لأول مرة عام 1948 في عهد المتنيح البابا يوساب الثاني  ؛ وكان المتنيح الأنبا إيساك مطران الفيوم ناظرا للدير ؛ وقد تم التعرف عليه  عن طريق بعض العلامات في جسده ؛ وطلب رهبان الدير من الانبا ايساك  صنع مقصورة جميلة يوضع فيها الجسد الطاهر ؛ إلا ان المطران رفض وقال :- البساطة أفضل متعللا بأن هؤلاء القديسين  عاشوا حياتهم بسطاء لا يريدون أن تكون أجسادهم في كرامة . 
وفي يوم 17 و18 يناير 1965 ؛  أثير الموضوع مرة  أخري في حضور القمص بيشوي كامل وتاسوني انجيل ؛ فأمر القمص متي الأنطوني ( نيافة الأنبا فيلبس فيما بعد ) أن ينعقد مجمع الدير لمناقشة الأمر ؛ فوافق الرهبان بالإجماع ؛ ثم توجه القمص متي  الأنطوني وعرض الأمر علي قداسة البابا كيرلس السادس  ؛ فوافق علي الفور وبالفعل تم إخراج الجسد ووضعه في مقصورة بالدير ؛   وفي ليلة السابع عشر من شهر طوبة ؛ يحتفل الدير بتذكار نياحة القديس ؛ وتطييب الجسد  الطاهر بالحنوط والأطياب . 
ومن  الآثار التي ما زالت موجودة من القديس :- 
1-الملابس الكهنوتية بمكتبة المخطوطات الأثرية إلي جوار الملابس الكهنوتية للبابا كيرلس الرابع البطريرك رقم 110 . 
2-صليب فضي جميل محفور عليه أسمه . كان يصلي به المتنيح القمص بسخريون الأنطوني ( 1911 -  1992 ) في عيد الأنبا يوساب . 
3-الكرسي الذي كان يجلس عليه موجود  في دير القديسة العذراء بأخميم المعروف  ب " دير الحواوويش " ( راجع القصة بالكامل بكل تفاصيلها في :- زاخارياس الانطوني ؛ الصفحات من 67 – 75 ) .
 .
بعض مراجع ومصادر المقالة :- 
1-السنكسار القبطي تحت يوم 17 طوبة .
2-إيريس حبيب المصري :- قصة الكنيسة القبطية ؛ الجزء الرابع ؛   الصفحات من 160- 167 .
3-زاخارياس الانطوني :- يوسابيات وهي مقالات الأسقف القديس  الأنبا يوساب الأبح ؛ مراجعة وتقديم نيافة الأنبا فيلبس مطران الدقهلية الراحل ؛الطبعة الأولي ؛1989 . 
4-  نبيه كامل داود مع آخرين :- تاريخ المسيحية والرهبنة في أبروشيتي سوهاج وأخميم ؛ سلسلة تاريخ مصر وآثارها القبطية رقم 3 ؛ مؤسسة القديس مرقس لدراسات التاريخ القبطي ؛ الطبعة الأولي ؛ 2006   ؛  الصفحات من ( 116- 118 ).
4-أثناسيوس المقاري :-فهرس كتابات آباء كنيسة الإسكندرية ؛ الكتابات العربية ؛ الجزء الثاني ؛الصفحات من 904  - 915 .
5-اسحق ابراهيم الباجوشي :- القديس الانبا يوساب الأبح أسقف جرجا وكتاباته ؛ مجلة التراث العربي المسيحي ؛ المركز الثقافي الفرنسيكاني ؛ العدد الثالث ؛ يوليو 2017 .
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد