الأقباط متحدون - محمد محمود : مأساة الطفل المسكين شنودة بتخليني أشوف خسة وندالة مجتمع واتذكر فيلم بيومي أفندي 1949 كنا مجتمع محترم مستقر متصالح مع الإنسانية والأخلاق
  • ٠٨:٣٧
  • الجمعة , ٢٤ مارس ٢٠٢٣
English version

محمد محمود : مأساة الطفل المسكين شنودة بتخليني أشوف خسة وندالة مجتمع واتذكر فيلم "بيومي أفندي 1949" كنا مجتمع محترم مستقر متصالح مع الإنسانية والأخلاق

محمد محمود

مساحة رأي

٥١: ٠٧ م +00:00 UTC

الجمعة ٢٤ مارس ٢٠٢٣

بيومى أفندى
بيومى أفندى
محمد محمود
قال الكاتب محمد محمود :" سنة 49 من أربعة وسبعين سنة يوسف بيه وهبى قدم لنا رائعة من روائعه الخالدة وهو فيلمه الرائع ( بيومى أفندى) ، الفيلم بيناقش قضية التبنى والنسب ، وبيهاجم المجتمع المنافق اللى كل همه المظاهر الكدابة والخادعة ، بيناقش قضية بيومى أفندى الراجل الطيب التقى الورع الشريف اللى عرف بخيانة مراته زبيدة له مع رب عملها السابق وانجابها لإبن من الحرام وتضليلها لزوجها الطيب بيومى أفندى اللى انخدع وظن إن الولد يبقى ابنه لما أمه وضعته بعد ست شهور زواج .
 
مضيفا عبر حسابه على فيسبوك :" ربى الابن فى حضنه ولما حانت ساعة رحيل شوكت بيه ، الاب الحقيقى لنبيل ، استدعى بيومى أفندى اللى بقى بيومى بيه واعترف له بالحقيقة كاملة .
 
الزوج المغدور والاب المخدوع فجع من المفاجأة وانهار وراح يطلب مشورة الشيخ صديقه ليكتشف إنه رحل هو كمان عن الدنيا ، ويرجع بيته حزين مهموم غضبان كله رغبة فى الانتقام والتدمير ويدخل على نبيل الطفل المسكين اللى كان مريض ومحموم وينتزعه من فراشه ويفتح البلكون ويهم بالقاؤه فى النيل ، ليجد أمامه الشيخ الراحل بيلومه ويعاتبه ويقول له ، ذنبه ايه الطفل المسكين ده ، انت راجل تخاف الله ، ويسمع كلام الشيخ اللى هو فى الحقيقة كلام ضميره النقى ، ويرجع يدخل الاوضة وينيم نبيل المحموم مكانه ويغطيه ويصحى الطفل ويشوف الدموع على وجه ( أبوه ) ويمسحها له بكل براءة ويقول له انت بتعيط عشان أنا تعبان يا ( بابا ) ويبكى بابا وياخد نبيل فى حضنه .
 
ويقرر بيومى أفندى إنه يحفظ السر ويربى نبيل مع بنته زينات ولا كأن فيه حاجة ولا حتى صارح زوجته الخاينة بجريمتها وفضل متحمل آلامه وجراحه لحد ما اضطرته الظروف للخروج عن شعوره ومصارحة الام المتعجرفة المتسلطة والابن المستهتر الغير بار به بالحقيقة ولما الابن عرف إنه ابن الخطيئة حاول ينتحر وتم إنقاذه فى آخر لحظة.
ونشوف بعدها اجمل وأعظم مشهد فى الفيلم ، مشهد ( الأب) بيومى أفندى مع الابن نبيل ، ابن الخطيئة وبيومى أفندى بيقول لنبيل :
بتعايرنى أكمنى مش ابوك يا نبيل ( ايه النبل والبلاغة دى )
ويقول له ومين اللى كان بيوكلك الشوكولاته فى بقك النونو ومين كان بيخلع لك السنة ويرميها فى عين الشمس ، اومال مين اللى ح ياخد عزايا لما اموت يا نبيل ، بتعايرنى أكمنى مش ابوك .
وبعدها ينهار نبيل ويترمى فى حضن ( أبوه ) ويبكى ونبكى معاه ويقول له بابا وتنتهى احداث الفيلم القصة الروعة والرسالة البليغة للمجتمع الهادى المستقر سنة 1949.
 
كل ما اتعرض لمأساة الطفل المسكين شنودة وأشوف خسة وندالة مجتمع ودولة اتفقوا على سحق وتدمير طفل صغير برئ ، اتذكر فورا بيومى أفندى ونبله وكرمه وعدم تفكيره ولو لحظة فى اى عوائق دينية تعوق تبنيه لابنه نبيل.
 
من تلات ارباع قرن كنا مجتمع محترم مستقر متصالح مع الإنسانية والأخلاق.... كنا فين وبقينا فين.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد