الأقباط متحدون - باريس الغاضبة من ناديها ونجومها
  • ١٦:٢٠
  • الاربعاء , ١٠ مايو ٢٠٢٣
English version

باريس الغاضبة من ناديها ونجومها

مقالات مختارة | ياسر أيوب

٣٨: ١٢ م +00:00 UTC

الاربعاء ١٠ مايو ٢٠٢٣

ياسر أيوب
ياسر أيوب

ياسر أيوب
ما يجرى حاليا فى ومع نادى باريس سان جيرمان ليس شأنا فرنسيا وليس أيضا شأنا كرويا فقط.. إنما هو الذى سيحدث فى أى مؤسسة أو هيئة فى أى من مجالات الحياة يعرف من يعملون فيها أنهم سينالون أجورهم سواء نجحوا أو أخفقوا وأجادوا أو أهملوا واحترموا عملهم أو تعالوا عليه.

وكان هذا بالضبط هو سر غضب جماهير النادى الباريسى الشهير وهى تقف غاضبة وثائرة أمام أبواب النادى أو أمام بيت نجوم كبار مثل ميسى أو نيمار.. جماهير لا تملك النادى ولا تدفع الأجور العالية لكل هؤلاء النجوم الكبار، لكن أزعجها وأحزنها تعامل هؤلاء النجوم مع النادى الذى تشجعه وتعشقه.. فقد أصبح النادى مجرد خزينة يأخذ منها هؤلاء النجوم المال دون أى عطاء والتزام أو طموح حقيقى.

وكان ذلك أحد أهم وأقسى أخطاء الإدارة التى منحت النجوم إحساسا بأن كل المطلوب منهم هو أسماؤهم مقابل ما يتقاضونه من مال دون أى حساب وعقاب أيا كان المستوى والنتائج.

كأن النادى أصبح فجأة يرى أن البطولة الحقيقية هى أن يخطف الكبار من الأندية الأخرى لا أن يفوز عليهم فى الملعب.. ولم تكن جماهير النادى وعشاقه فقط إنما شاركتهم الغضب صحافة باريس التى بدأت تسخر من كل هذا الإنفاق واعتبرته تبذيرا ليس هناك ما يبرره.. بل إن صحيفة لو باريزيان أكدت أنه لم يعد من الضرورى أن يفوز باريس سان جيرمان بالدورى هذا الموسم لأنه بدلا من ذلك سيفوز بالأوسكار بعد كل ما شهده النادى من دراما داخل وخارج ملاعب كرة القدم.

ولم يكن فوز النادى أمس الأول على تروا فى الدورى واقترابه من اللقب كافيا لإنهاء الثورة والغضب.. فهم يرون أن حجم ما أنفقه النادى وجعله أحد أكثر أندية أوروبا إنفاقا للمال.. وهذه الأسماء التى تم ضمها.

لم يكن الهدف هو الفوز بدورى فرنسى كان من الممكن أن يفوز به النادى بدون هذا المال وهؤلاء النجوم، إنما كان الهدف والتمنى هو أن يصبح إحدى القوى الكروية الكبرى فى أوروبا والعالم.. وكان الغضب الأكبر يخص البرازيلى نيمار والأرجنتينى ميسى.. فقد أطلقت الجماهير على نيمار لقب التائه الذى يصاب أكثر مما يلعب ويتقاضى المال دون مقابل.

وحين حاول نيمار مصالحة الجماهير قائلا إنه ينوى البقاء فى باريس وستأتى زوجته وتضع طفلها وستتعلم اللغة الفرنسية.. كانت النتيجة عكسية تماما لأن ما كانت تطلبه الجماهير من نيمار لم يكن أن تتعلم زوجته اللغة الفرنسية.. أما ميسى الذى سيرحل قريبا عن باريس وغالبا إلى السعودية رغم معارضة زوجته.. فلم تبدأ أزمته حين قام برحلة مفاجئة للسعودية دون استئذان كدليل جديد على ضعف الإدارة واستهتار اللاعبين.

إنما بدأت بإحساس باريسى بأن ميسى جاء فقط من أجل المال ولم يعد فى حاجة لإثبات أى شىء بعدما اكتملت حكايته بالفوز بالمونديال الذى خسرته فرنسا وكان بداية الصدام بين باريس وميسى.
نقلا عن المصرى اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع