الأقباط متحدون - أيفيلين بوريه.. سويسرية انتشلت قرية بالفيوم من الفقر وجعلتها مقصد سياحي بإنشائها مدرسة للفخار.. عشقت مصر ولم تغادرها بعد انفصالها عن شاعر شهير
  • ١٠:٤٤
  • الجمعة , ٤ يونيو ٢٠٢١
English version

أيفيلين بوريه.. سويسرية انتشلت قرية بالفيوم من الفقر وجعلتها مقصد سياحي بإنشائها مدرسة للفخار.. عشقت مصر ولم تغادرها بعد انفصالها عن شاعر شهير

رومانى صبري

بروفايل

٥١: ٠٢ م +00:00 UTC

الجمعة ٤ يونيو ٢٠٢١

أيفيلين بوريه
أيفيلين بوريه

كتب – روماني صبري
رحلت عن عالمنا السيدة السويسرية أيفيلين بوريه عن عمر ناهز الـ82 عاما، والراحلة من أنشئت مدارس الخزف بقرية تونس بالفيوم، تم دفنها بمقابر المسيحيين بمركز يوسف الصديق... خرج أهالي القرية لوداعها في جنازة مهيبة، فهي التي علمتهم فن صناعة الخزف، ما جعل قريتهم تخلو من الفقر والبطالة.

لنعيش في هذه القرية
بدأت قصتها في مصر منذ أكثر من 50 عاما، حين جاءت القاهرة لتعيش مع والدها، كونه كان يعمل بها، درست بوريه الفنون التطبيقية في جامعة جنيف، وتعرفت على الشاعر الغنائي المصري سيد حجاب، فوقعا في الحب وقررا الزواج.

ذات يوما قصد الزوجين قرية "تونس الخضراء"، التي تقع على بعد 60 كيلو مترا من مدينة الفيوم، وعلى ضفاف بحيرة قارون، بمركز يوسف الصديق، بمحافظة الفيوم، شمال صعيد مصر، أبدت بوريه رضاها بأجواء القرية التي تضج بالهدوء والماء والخضرة، فقالت لزوجها :" أريد العيش في هذه القرية.

لن اترك مصر
وافق الزوج تنفيذا لرغبة زوجته، وانتقلا للقرية في منتصف الستينيات من القرن الماضي، وهناك أشرفت على بناء منزلا جميلا، تم بناءه على مساحة كبيرة من الأرض، وحوله الأشجار والخضرة، لم يستمر زواجها مع سيد حجاب، وبعد الانفصال قالت لن اترك مصر وحين أموت ادفنوني في حديقة منزلي.

حولت القرية لمقصد سياحي
أبصرت في احد الأيام أطفال القرية وهم يلعبون بالطين، ويستخدمونه في نحت أشكال للحيوانات، فومضت في ذهنها فكرة، كانت سببا في أن تستحيل القرية لمقصد سياحي، إذ قررت إنشاء مدرسة لتعليم الصغار، من أبناء وبنات القرية، صناعة الفخار والخزف، باسم "جمعية بتاح لتدريب أولاد الحضر والريف على أعمال الخزف".

كانت تعشق الفيوم
أعرب محافظ الفيوم عن حزنه لرحيل السيدة "إيفيلين" السويسرية الجنسية، مقدماً التعازي لأسرتها، وقال :" تلك السيدة التى ساهمت في تحويل قرية تونس من مجرد قرية ريفية إلى قرية سياحية ذات طابع خاص، جعلها قِبلة للزوار من مصر ومختلف دول العالم، بما ساعد على الارتقاء بالقرية على المستويين الاجتماعي والاقتصادي.

مضيفا :" ٔالفقيدة كانت تعشق الفيوم، واستقرت بقرية تونس التابعة لمركز يوسف الصديق منذ ستينيات القرن الماضي، وأسست جمعية ومدرسة لصناعة الخزف والفخار بالقرية، لتعليم الشباب والفتيات تلك الحرفة، وساعدتهم في إقامة ورش خاصة بهم، وفتح مجالات لتسويق منتجاتهم محلياً ودولياً".

أناب الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، المحاسب كمال سلومة رئيس مركز ومدينة يوسف الصديق، لحضور مراسم الجنازة وتشييع جثمان السيدة "ايفلين بوريه" السويسرية، رائدة صناعة الخزف والفخار بقرية تونس.

رائدة في خدمة المجتمع الإبداعي
كذلك نعتها ببالغ الحزن والأسى السفارة السويسرية في مصر ووصفتها برائدة في خدمة المجتمع الإبداعي وتنمية المجتمع وأحد أعمدة الجالية السويسرية في مصر، مضيفة في بيان :

السيدة إيفلين بوريه رحمها الله، كانت قررت الانتقال إلى مصر من سويسرا منذ أكثر من 45 عامًا بعد دراسة الفنون الزخرفية - مع تخصص في السيراميك - في جنيف، حيث أقامت ورشًا للفخار للأطفال الذين يعيشون في الريف بالإضافة إلى ورش عمل أخرى في صعيد مصر.

دفعتها هذه التجارب المختلفة إلى إنشاء مدرسة للفخار في قرية تونس بالفيوم والتي ساهمت على مر السنين بشكل كبير في تنمية المجتمع وتمكين المرأة وسلطت الضوء على قرية تونس في الفيوم لتجعلها أحد المقاصد السياحية المهمة في مصر.